الأحد , 5 مايو 2024

نهال مجدي تكتب: دمتم ضيوفاً غير مرغوب بكم!

= 1407

—-

تمر هذه الأيام ذكري غالية على قلب كل مصري وعربي وهي ذكري تحرير سيناء واستعادة هذا الجزء الغالي من أرضنا وتطهيرها من دنس الإحتلال وإستعادة كرامتنا الوطنية.

ولكن هذه الذكري جائتني هذا العام تصحبها موقف حدث لأحد الأصدقاء وزملاء المهنة أثناء قيامه بمهمة عمل بأحد المناطق السياحية بسيناء، وأثناء اقامته باحد المنتجعات السياحية هناك التقي بسائح أجنبي سرعان ما أكتشف بعدما تجاذبا أطراف الحديث أنه من تل أبيب وأنه صحفي أيضاً.

وجاء رد فعل زميلي هو الشعور بالامتعاض والغضب من هذا السائح وابتعد تماما عنه ورفض بإصرار طلب السائح بالتقاط الصور معه والذي كان حريصاً بشدة على أن يقيم علاقة صداقة مع الصحفي المصري.

وعلى الرغم أني لم التقي يومياً شخصاً يحمل الجنسية الإسرائيلية ولا أتمني أن يحدث هذا في يوم من الأيام وخاصة في مصر وبشكل أخص على أرض سيناء، إلا ان هذه الرواية أثارت بداخلي كم هائل من الغضب والإستياء. ولكن بعدما هدأت ردة الفعل الاولي وسكت عني الغضب وأمعنت التفكير قليلاً وجدت أنه ربما ليس الأمر بهذا السوء وأن هذه المشاعر التي انتابتني أنا وصديقي من قبلي ربما كان مبالغاً فيها قليلاً.

الجانب الصهيوني يعلم جيداً قيمة سيناء وأهميتها وكنوزها (فقد كانت لديهم 7 سنوات استطاعوا فيها دراستها عن قرب 1967-1973) بل وبدأوا في إقامة مشروعات للاستفادة من ثرواتها.

ولكن الآن الوضع تغير تماما..استعدنا الأرض منذ عقود طويلة وتغير الوضع أكثر الأن لتصل قواتنا المسلحة الى أغلب المناطق فى سيناء والتي كانت منزوعة السلاح بحسب اتفاقية كامب ديفيد..وتعدي الوضع فرض السيطرة علي كامل الأرض لتبدأ على الأرض أولي بشائر خطط التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء بربط سيناء بوادي النيل عن طريق الأنفاق التي سيتم افتتاحها قريباً. بعد هذا تأتي سحارة سرابيوم التي تم افتتاحها بالفعل وسحارة المحسمة التي سيتم الإعلان عنها قريباً والتي نأمل أن تحول سيناء من صحاري جرداء الى أراضي زراعية.

كما أنه سيتم تنمية سيناء تعدينياً وصناعياً وسياحياً وبالفعل تم ضخ استثمارات هائلة لهذا الغرض.

كل هذا التغيير الذي حدث ويحدث وسيحدث في القريب بسيناء وإسرائيل لا تملك الا أن تجلس في مقاعد المتفرجين لا أكثر وتشاهد جزء مهم من أحلامها يذهب بلا رجعة. هذا بالقطع بخلاف ما يتم تحقيقه من نجاحات عسكرية على الإرهاب الذى يقل تواجده في سيناء يوماً بعد يوم..كما أن التحديث الشامل الذي قامت به القوات المسلحة ليقفز بها ويحتل المركز الــ12 بين القوي العسكرية العالمية لتجهز على أي أحلام إسرائيلية في اي مغامرة عسكرية لن يحتملوا عواقبها.

ولذلك لم يعد أمامها إلا أن يكونوا ضيوفاً غير مرحب بهم في أرضنا التي تتطور يوما بعد يوم وعاماً بعد عام. دامت لنا سيناء محررة ساحرة ننميها بأيدينا وداموا ضيوفاً غير مرحب بهم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11983 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.