السبت , 4 مايو 2024

نهال مجدي تكتب: السؤال الخطأ في سوريا

= 2911

بعد الكارثة الإنسانية الأخيرة في سوريا والهجوم الكيماوي على خان شيخون بمحافظة إدلب السورية والعالم كله مشغول بالأسئلة الخطأ أو بالأحرى هو سؤال واحد، على من يقع اللوم في هذه الجريمة؟ من المسئول؟ من علينا أن نعاقب؟

وفي النهاية حتي بالإجابة علي السؤال، وليكن بشار الأسد هو الجاني والمسئول، أو لتكن المعارضة المسلحة هي الفاعل الحقيقي..هل ستنهي معاقبة المذنب معاناة سوريا؟ هل ستضمن عدم تكرار هذا الجرم ببشاعته مرة أخرى؟

هذا السؤال الإجابة عليه لن تجدي إلا من منطلق تطبيق العدالة وهو أمر لا نقاش في أهميته، ولكن الأسئلة الأكثر أهمية هي، كيف ننهي تلك الأزمة الطاحنة في سوريا؟ كيف نصل لمرحلة إعادة إعمار ما تهدم منها؟ كيف ننقذ مستقبل من لم يقتل من أطفالها؟ كيف نمنع السلاح عن أيدي المجرمين ومنعهم من إجرامهم وقتلهم الأبرياء والمدنيين؟ كيف نخرج سوريا من أزمتها الطاحنة المستمرة منذ ست سنوات وهي موحدة دون تقسيم يضعفها ويضعف محيطها العربي؟

وبالتفكير العملي وبالمبدأ الميكافيلي فإن إعادة الاستقرار لسوريا والعراق وليبيا واليمن هو أحد العوامل الرئيسة للاستقرار العالمي وخاصة من إدراك الغرب مؤخرا جدا الكلفة الباهظة لانهيار دول الشرق الأوسط التي لم تعد فقط كلفة مادية (وهي كلفة باهظة)، ولكن الثمن أصبح وصول الإرهاب لقلب الدول التي كانت تدعمه ظناً منها أنها لن تكتوي بنيرانه.

وبالعودة للسؤال الأول فالكل عندي مدان، فبشار الأسد ونظامه ونظام والده من قبل له تاريخ مع السلاح الكيماوي وجرائم الحرب، وأما المعارضة فما سببته من الضرر والقتل والدمار في بلادها، مثل وإن لم يكن يفوق، ما قام به النظام الحاكم. وأما المجتمع الدولي برمته، فإن لم يكن فاعل وداعم وممول لدمار سوريا، فهو متواطيء ولو بالصمت العاجز. في سوريا الكل مدان.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11540 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.