الخميس , 2 مايو 2024

نهال مجدي تكتب: إسرائيل ستظل العدو!

= 1516

نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلي عن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيدجور ليبرمان قوله “حتى الدول العربية بدأت تدرك أن الخطر على المنطقة ليس إسرائيل بل الإرهاب. إنها فرصة للتعاون”.

وأما المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فقد انتهج نفس الإسلوب وكتب علي صفحة علي فيسبوك مؤخراً “أبدأ يومي ككل يوم بقراءة الأخبار حول العالم، يؤسفني الوضع الذي وصلت إليه الدول العربية. لعل الأوضاع تتحسن في هذا الشهر الفضيل، فيعمّ السلام وتسود الإنسانية جميع الدول”.

هذه التصريحات المعسولة التي تحاول بها إسرائيل محاولة بائسة للظهور بمظهر دعاة السلام، في الوقت وتعمل علي تحويل الصراع العربي الإسرائيلي الي صراع سني شيعي وإغراق المنطقة في خلافات داخلية. ولكن جرائم إسرائيل اليومية تجعل من مثل هذه المحاولات لا تنطلي ولو علي طفل صغير من المحيط الي الخليج.

هناك خلاف عربي حقيقي مع قطر، النقطة الرئيسية فيه هو تمويلها الإرهاب ودعمها، وتوفير ملاذات آمنة لأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين المدرجة علي قوائم الارهاب في عدد من الدول العربية وغير العربية. ومع هذا فلا ننسي أن أحد أهم نقاط الخلاف هو دور قناة الجزيرة الاخبارية التي زار مقرها بالدوحة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز مما أثار الشكوك منذ فترة ليست بالبسيطة حول هوية هذه القناة وتوجهاتها ومصادر تمويلها..هذا بالقطع بخلاف انها القناة العربية الوحيدة التي تستضيف باستمرار ضيوف إسرائيليين.

ويجب أن يعي الجميع أحد أهم الأسباب التي أثارت الإستياء العربي ضد الأمير القطري تميم بن حمد ووالده من قبل، علي المستوي الشخصي قبل السياسي، هو علاقته المشبوهة بتل أبيب والأنباء التي تتوارد حول وجود ممتلكات له في إسرائيل، والتي ربما تثير الحنق في المحيط العربي أكثر من علاقات تميم المشبوهة أيضا بإيران.

أما الرهان في هذه المرحلة على أن الخلاف سيتطور لما لا يحمد عقباه وتنجر المنطقة بسذاجة ورعونة لحروب جديدة لا طائل من ورائها إلا مزيد من نزيف للدماء والموارد والمقدرات العربية هو رهان خاسر. فالأمر لا يتعدي كونه خلاف بين الأشقاء انحرف فيه أحدهم عن جادة الطريق، وسيجد منهم في النهاية ما يقنعه بالعودة لمناطق الاتفاق العربي ووحدة الصف لتعود بعدها المياه لمجاريها والعلاقات لطبيعتها الودية.

وبالتالي حتي في أوقات الخلاف لابد وانت تكون الرؤية واضحة ونفرق بين العدو والشقيق المتمرد الخارج عن الصف العربي، ومن غير المسموح ان يتدخل من هو خارج هذا الصف في هذه الأزمة.

في النهاية، ستظل الحقيقة الراسخة دائما هي أن إسرائيل هي العدو الأول للعرب، والضامن الأساسي الذي لا يقبل النقاش هو أن العقيدة القتالية للقوات المسلحة المصرية كانت ومازالت وستظل تعتمد أن العدو الرئيسي هو إسرائيل.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10096 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.