تغير مفهوم الطفولة واختلف بين زماننا وما نراه الآن، فكانت طفولتنا ﻻ تخلو من اللعب واللهو مع بعضنا البعض، مع اصدقائنا فى المدرسة واولاد الجيران واللعب بالألعاب المختلفة، مع قضاء وقت كبير مع اﻻسرة والخروج والسفر معهم أيضًا, أما الآن تغير مفهوم الطفولة تغيرا تاما..
أطفال اليوم يقضون معظم وقتهم على شاشات الكمبيوتر امام مواقع التواصل الاجتماعي مما يطلق عليهم "اطفال الفيس بوك" فنرى الاّن طفلا لم يتعد العاشرة من عمره بل اقل لديه صفحة شخصية على الفيس بوك، والأغلب ان احد والديه هو من انشأ هذه الصفحة عن طريق تزوير بياناته, دون إدراكهم بأخطار ذلك على اطفالهم فى هذه السن المبكر.
الكثير من الأبحاث وإستطلاعات الرأى فى هذا الموضوع توصلت إلى أن عمل ذلك هو قتل للطفولة وعدم الإستمتاع بها.
فدخول الطفل فى هذا السن المبكر وعدم مراقبة اﻻهل له يعرضه لمخاطر، فقد يسئ التعامل مع هذه المواقع، ويصبح منعزلا عمن حوله، ويؤدى به إلى الإنطواء وإضطراب في السلوك وميول عدوانية لكثرة ممارسته للألعاب العنيفة او مشاهدة الأفلام التى تروج للعنف التى انتشرت بشكل كبير وبتكرار المشاهدة تصيبه بتبلد المشاعر، فكلها تؤثر بالسلب على شخصيته وسلوكه وتفكيره وتركيزه، وعلى المدى البعيد يصبح الطفل لديه خمول وكسل عن تأدية الانشطة اﻻجتماعية.
وهناك من يرى ان الطفل فى هذه السن يجب ان يعرف كل شئ ويتعلم ويتطور مع تطور التكنولوجيا.
بينما يرى البعض الآخر وهم كثرُ انه يجب ان يستمتع الطفل بهذه المرحلة العمرية بعيداً عن الفيس بوك او غيره حتى لو كان تحت إشراف اﻻهل، لأن ذلك يدخله فى عالم آخر لا يستطيع التعامل معه وتؤدى به وبأهله إلى مشاكل عدة.
فيجب على الأهل مراقبته والإهتمام به وتوعيته بشكل صحيح، حتى يستطيع ان يعيش طفولته بطريقه صحيحة وسليمة كما عشناها نحن قبل تواجد هذه التكنولوجيا.
وأخيراً.. لا يمكن انكار أن التكنولوجيا والتقدم شئ مفيد وﻻبد منه. ولكن يجب أن تقدم لأطفالنا فى وقتها الصحيح والمناسب.