حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
الاكتفاء بالذات لا يقصد به أن تعيش وحيدا دون أحد من حولك لأن الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، بل عندما تغلق في وجهك كل الطرق للاتصال مع من حولك سواء كنت تقصد ذلك أم وضع فرض عليك، فتشعر بالأنس دون أحد.
نحن مسؤولون عن راحتنا .. فلا تنتظر ممن حولك أن يوفر لك سبل الراحة لانها ليست من واجباتهم، بل هي مسؤوليتك وحدك وانت تستطيع أن تتحكم في المحيط الذي حولك سواء كانوا بشرا أم أشياءً مادية، ولا تضع نفسك في مكان لا تشعر بالراحة فيه أبدا ولا تحمل نفسك أعباء فوق أعبائك لأنك حتما ستتأذى.
إن الله عز و جل لا يكلفنا فوق وسعنا.. فلا تفعل عكس ذلك على الإطلاق.. لأن الله عليم بنا جيدا، وما الذي يحدث في أجسامنا، وأرواحنا إذا تعرضت لضغط كبير. وواجب علينا أن نترفق بأنفسنا ونسعدها بما نعلمه جيدا عن أنفسنا.
المشكلة تكمن في أن الإنسان من الممكن ألا يكون على دراية بما يسعده.. لذلك بين الحين والآخر يجب أن نسأل أنفسنا: هل نحن قادرون على إسعاد أنفسنا أم أننا نعيش منتظرين السعادة من من حولنا؟
إذا كانت إجابتك هي الأولى فأهنئ المجتمع على وجود شخص مثلك لأن أمثالك هم من ينشرون السعادة من حولهم.. لأنهم ممتلؤون حد الاكتفاء بها ولذلك يشعرون دائما أن من واجبهم أن يجعلوا من حولهم يتمتعون بالسعادة، أما إذا كانت إجابتك هي الثانية فعليك النظر حولك هل أنت في المكان الصحيح؟ هل من حولك من بشر أو ماديات تستنزف طاقتك؟
إن كان باستطاعتك أن تغادر فغادر بأسرع وقت ممكن. أما إذا كان وضعك لا بد منه، فعليك أولا أن تدرك أنك ليس عليك سوى أن تصنع درعا معنويا حولك كي لا تتأثر بالطاقات السلبية التي تنتشر حولك. واصنع عالما بداخلك نقيا وجميلا مملوءا بالفراشات الملونة الجميلة والسماء الزرقاء الصافية واذا كنت تحبها بالسحب فلا يضر قليل من السحب البيضاء المتناثرة والعصافير المغردة.
عندها.. حين تذهب لتخلو بنفسك في أي وقت وأي مكان لن تشعر بالوحدة .. وستجد أنك سعيدا..ولن ترى أبدا أن من حولك مذنبون في كونك وحدك في هذه اللحظة.
———————–
* طالبة بكلية الآداب – جامعة القاهرة.
كلام جميل ومرتب وفيه إحساس عالي إستمري يا مي بالتوفيق