الأحد , 5 مايو 2024

منى العزب تكتب: يحيا العدل..!

= 1756

Mona Azab 3


رد الفعل الشعبي علي حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان توقيع اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية والذي ظهر في صورة فرحة عارمة لدي الغالبية العظمي من الشعب المصري يحوي مؤشرا يجب ان يتم وضعه في الحسبان في أي تحرك قادم تجاه نفس القضية. ولنحاول ان نتخيل معا لو صدر الحكم بعكس ماصدر ’ وهل كان سيحظي بنفس حجم رد الفعل من الفريق الآخر؟

رد فعل الجماهير تجاه الحكم رسالة يجب أن تصل إلي متخذي القرار ’ وان توضع تماما في الاعتبار عند التعامل مع القضية سواء قبل الحكم النهائي من المحكمة الإدارية العليا التي ستتولي النظر في الطعن الذي تقدمت به الحكومة او بعده ’ فكل موقف أو قرار سياسي نقطة تضاف او تخصم من الرصيد.

ولا أعلم لماذا يذكرني المشهد بأحداث 18 و19 يناير 1977 عندما أصدرت الحكومة قرارات لم تلق قبول الغالبية العظمي من الشعب وحدثت الانتفاضة الشهيرة والتي أطلق عليها الرئيس الراحل انور السادات "انتفاضة الحرامية " وتم القبض علي الكثير ممن شاركوا فيها ’ وكان رد الفعل الحكيم من القيادة السياسية آنذاك ’ وتراجعت الحكومة عن جميع قراراتها التي أغضبت الجماهير’ وهو ما يعكس الحس السياسي العالي ’ وفن ادارة الازمة ’ وحسن قراءة المشهد ’ والتعامل بحرفية سياسية مع الأحداث.

وأيا ما كانت النتائج المترتبة علي الحكم ’والتي مازال فقهاء القانون في حالة من الجدل حولها ’إلا ان الأهم من ذلك هو محاولة إيجاد مخرج يرضي الجماهير خاصة من خلق عندهم الحكم حالة من الأمل زادت من تعلقهم بقناعتهم ’وشدت من عزيمتهم. كل ذلك يجب ان يكون امام أعيننا خاصة اذا حوي السيناريو القادم علي ضرورة عرض الاتفاقية علي البرلمان للتصديق عليها.

وقد لفت انتباهي تعليقات للبعض تتساءل لماذا يقبل الرافضون للاتفاقية حكم القضاء الآن ودون تشكيك والاجابة انه كما ان هناك في كل مهنة من هم " تحت السيطرة " هناك ايضا من لا يصدرون قراراتهم إلا بوازع من ضمائرهم وإعلاء  للحق والعدل. ودائما أ لا يصح إلا الصحيح ’ ويحيا العدل.


————

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 12722 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.