السبت , 4 مايو 2024

منى العزب تكتب: كمــا كـنت..!

= 1474

Mona Azab 3

تمخض التعديل الوزاري عن تعيين وزير جديد للتموين فقط خلفا للمقال دون ان يشمل وزراء آخرين كانوا يستحقون ذلك عن جدارة، وبما يعكس رضا عن أداء الحكومة لايشعر به المواطن، ولا حتي الرأي العام.

وقد كشف لي حوار سمعته بالصدفة بين سيدتين تتعاملان مع منظومة التموين واقعا ظل قائما لسنوات دون ان تحرك الدولة ساكنا لتغييره.

احدي السيدتين كانت تتحدث عن أن مسحوق الغسيل المتوفر لدي منفد التموين وهو للغسالات "الأوتوماتيك" ولغسيل "الألوان" والذي يتم بيعه في التموين بـ 70 جنيها في حين ان سعره في السوبر ماركت 47 جنيها فقط . وردت عليها السيدة الأخري بأن المنظومة جيدة لأنها توفر سلعا لم تكن موجودة من قبل، وأن "النسكافيه 3 في 1 " الذي تشتريه من منفذ التموين يعجب ابنتها كثيرا!

وحتي إذا تغاضينا عن الفارق الرهيب في السعر، واين يذهب، يبقي سؤال يصعب التغاضي عنه، وهو هل يحتاج المواطن الذي تستهدفه الدولة بدعمها إلي المسحوق الأوتوماتيك و"النسكافيه"؟

منظومة التموين الحالية تم تنفيذها منذ سنوات وسط رضا، وربما فخر من الدولة ’وكانت أحد أهم انجازات الحكومة التي كانت تلقي بها في وجه كل من ينتقدها بإعتبارها انجازا كبيرا مخرصا للألسنة ! 

وإذا كان الوضع كذلك فإن الرضا عن الآداء الحكومي ليس له علاقة بمستوي الأداء.

ثم يدفعنا حجم الفساد والتسيب في منظومة الدعم العيني الي التفكير في جدوي تحويله الي دعم نقدي، وهل سيكون اكثر قدرة علي الوصول للمستحقين؟ 

وتأتي الاجابة من الحالات التي رصدتها منظمة رقابية والتي تؤكد وجود عدد من غير المستحقين بين من يحصلون علي الدعم النقدي من برنامج تكافل وكرامة لتجيب علي السؤال المطروح.

الحل ليس فقط في تغيير منظومة التعامل مع الدعم، وإنما في سد الثغراث التي يتسرب منها لغير المستحقين عبر منظومة هائلة من الفساد لا يتم التعامل معها بجدية.

ويبقي الفساد هو الحجر الذي تتحطم عنده المبادرات والأفكار التي تستهدف المواطن البسيط، والذي اذا لم يتم القضاء عليه سيظل كل شيء كما كان’ ولا أعرف ما السبب الذي دفعني لترديد تعبير " كما كنت " ’ والذي يستخدمه العسكريون في تنظيم الصفوف، وانا اتابع تغيير وزير التموين.

—————
 
mona.alazab@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11347 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.