الجمعة , 17 مايو 2024

منى العزب تكتب: كشـــــف المســــــتور!

= 1766

Mona Azab 3


التعامل مع القضايا التي يحمل أصحابها جنسية أجنبية يكون في منتهي الخطورة. وعواقب اي خطأ يرتكب تجاه أي منهم تكون كبيرة وتأثيراته تطال قطاعات كثيرة . وذلك لأنه يحظي في معظم الأحيان باهتمام دولي.‬

‫ وإذا لم يتم الكشف عن أسباب وملابسات حادث مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني الذي عثر علي جثته خلال الأسبوع الماضي  في حالة تدل علي انه تعرض لتعذيب وحشي أدي إلي وفاته، فسوف يكون للحادث وتفاصيله صدي دولي كبير يؤثر سلبا علي صورة الدولة في الخارج . ويهدر الكثير من الجهود التي بذلت ومازالت تبذل لتحسين هذه الصورة.‬

‫وفي قضايا مشابهة من قبل كان من الممكن تجاهل الرأي العام الداخلي فقد اعتادت الحكومات  علي ذلك رغم آثار هذا التجاهل علي المدي البعيد. إلا أن آثاره تختلف كثيرا عندما نتعامل مع قضية بدأت تجذب اهتمام وفضول الكثيرين علي مستوي العالم لأن هذا التجاهل يكون له  تأثيره علي قطاعات مهمة  في الدولة يأتي علي رأسها السياحة والاستثمار. وإعلان الحقائق وفي أسرع وقت يوقف نزيف الاتهامات الذي تقوم وكالات الأنباء العالمية بتوجيهها للدوله، وبالتحديد للجهاز الأمني. كما ان الاعتراف بالخطأ – إن وجد – يكون افضل من إنكاره،  وذلك حتي لا تفقد الدولة مصداقيتها عند تتكشف الحقائق في يوم من الأيام.‬

‫ورغم ان ما يغلب علي قناعتي أنه ليس للجهاز الشرطي أية علاقة بهذا الأمر، وذلك لإدراكهم عواقب قيامهم بمثل هذه الممارسات مع من ينتمون إلي جنسية غربية. إلا أن الكثيرين في الخارج قبل الداخل يشيرون بإصبع الاتهام إليهم،  فممارساتهم السابقة تقذف بالاتهام في وجوههم وتضعف تصريحات وزير الداخلية والتي أكد فيها عدم وجود أية علاقة للجهاز الشرطي بمقتل الشاب الإيطالي، ومدعما تصريحاته بأن الجهاز لم يصدر عنه مثل هذه الممارسات من قبل!!‬ ‫

ولأن النصف الثاني من التصريحات يبدو بعيدا عن قناعة الرأي العام الداخلي أو الخارجي،  كما تؤكد تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية، والتي ترصد تقاريرها تورط الجهاز الشرطي في العديد من عمليات التعذيب ويدعم ذلك صدور أحكام قضائية تدين بعض العناصر المنتمية للجهاز.

كل ذلك يتزامن مع ممارسات يتم الرد عليها بالدفاع والتبرير كحادث اطباء المطرية ورسام الكاريكاتير وغيرهما الكثير.‬‫ رفض الاعتراف بوجود الأخطاء سيسحب عدم الثقة علي اجمالي تصريحات الوزير وهوما سيضعف موقف الجهاز حتي لوكانت براءته واضحة وضوح الشمس، وإذا كان قد استطاع ان ينفي عن نفسه تهما قام بارتكابها كثيرا، فقد يكون من الصعب عليه تبرئة نفسه من تهمة  ربما لم يرتكبها بالفعل.‬

‫الديون القديمة تبقي مستحقة السداد مهمال طال الزمان.‬

——–

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 281 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.