حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
ولأن دور الإعلام – من وجهة نظر الأنظمة المستبدة الفاسدة – لا يتعدي حشد الجماهير ,وحشو عقولهم، وتغييبهم عن واقع يسعي النظام إلي طمسه واخفائه، كان الحل الاسهل دائما اختيار أهل الثقة ممن لا يجيدون إلا تنفيد سياسات تملي عليهم، دون ابداع أو تطوير لقيادة الركب. وكانت النتيجة تحول الإعلام الي وسيلة للتضليل، وغسل العقول، وليس حثها علي التفكير والتحليل.
ولأنني لا أميل الي التفسير الذي يعتمد علي نظرية المؤامرة في حادث إعادة بث حوار قديم للرئيس السيسي خلال حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رغم انه التفسير الأسهل والمريح، والذي يعفي من اتخاذ أية إجراءات للتصحيح، إلا انه التشخيص الخاطئ. فسوء الادارة، وفساد المنظومة يؤدي الي أكثر من ذلك. وطالما لم تتخذ الاجراءات لوقف هذه الممارسات ستظل العواقب مستمرة، وربما متزايدة. فما حدث كان نتيجة طبيعية لتراكم الفساد، وسوء الاختيارات لسنوات بما أدي إلي ضعف المستوي الإداري والمهني.
وربما يكون الحادث فرصة لإعادة هيكلة المبني العملاق بكل مشكلاته واخفاقاته وتحدياته وسط إرث ثقيل من انظمة سابقة كان كل هدفها منه إحكام السيطرة علي عقول الشعب، ثم تغيرت الأجواء الاعلامية دوليا فزاد فارق التوقيت المصري إلي ان أصبحنا نحتاج لآلة الزمن لتتحرك بنا سريعا نحو إعلام المستقبل، وليته كان ممكنا.
وبالرغم من ان التعليم والإعلام هما اول عاملين لإحداث تنمية في الشعوب، إلا أن حال التعليم المصري لا يختلف كثيرا عن حال الإعلام بعد ان تم تصنيفه في المرتبة قبل الاخيرة ضمن مائة واربعين دولة في تقرير المنتدي الاقتصادي العالمي عن جودة التعليم، ولم يحرك ذلك ساكنا لدي متخذي القرار.
ان التسليم بنظرية المؤامرة يعفينا من المواجهة والحل. فلا توابع وقف استيراد القمح الروسي مؤامرة ولا تدني مستوي التعليم مؤامرة، ولا الخطأ في اذاعة حوار الرئيس مؤامرة. كلها مشكلات تحتاج الي إرادة سياسية لحلها، وليس إلي مبررات واهية لإلقائها في وجه كل من يشكو أو يعارض.
———-
Mona.alazab12@gmail.com
