حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
عندما بدأ العام الجديد اعلن عن تسميته عام الشباب دون ان يتم تحديد ما يضمر للشباب خلال هذا العام.
للشباب حقوق علي الدولة، عليها ان توفرها لهم حتي يكون لها ان تطالبهم بما عليهم من إلتزامات. فاذا اعطيت شخصا حقه فعلا ، كما يجب وليس كما تظن، فلن تكون في حاجة الي ان تطلب منه إلتزاما لأنه سوف يؤدي ما عليه من التزامات طواعية ومن تلقاء نفسه. المأكل والملبس والمسكن وغيرها حقوق اساسية للشباب. ورغم انهم لا يحصلون عليها كاملة، الا انها ليست كل حقوقهم. فهناك اشياء أخري في منتهي الأهمية منها استيعاب طاقتهم والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم حتي ما يمكن ان يعتبره البعض تجاوزا الا انه حقهم الذي يجب ان تستوعبه الدولة. الشباب المزعج سياسيا هم من يخرج منهم احيانا القادة والزعماء ،والفارق الوحيد يكمن في أسلوب تعامل الدولة معهم. ومن هنا تأتي أهمية تشجيع الممارسة السياسية في المجالس المحلية والطلابية وكافة القنوات الشرعية بإعتبارها ضرورة ،وليست من الكماليات التي يمكن ان نترفع عنها.
وحتي يكون هذا الحق قد وصل مكتملا لا يجب ان يضار شاب عبر عن رأيه لأننا لا نخسره كشاب واعد صاحب رأي فقط وانما نخسر أيضا الكثيرين من المحيطين به وممن تأثروا به او تعاطفوا معه. فلا خير لمصر في شباب مكبوت يخشي قانون التظاهر المعيب غير الدستوري فكيف لنا ان نطلب منهم احترام القانون والدولة نفسها تخترق الدستور بتطبيقها قانونا معيبا دستوريا ،وهو قانون التظاهر.
وبعد الحكم علي أكثر من 150 شابا بموجب هذا القانون اتضحت بعض النوايا تجاه الشباب في عامهم بل ووجدتني اتحسب ان يعلن في اي عام مقبل انه عام المرأة.
فكانت اهم الفرص التي قدمتها الدولة للشباب في عامهم هي فرصة دخول السجون. ومظاهرات الشباب يوم 25 ابريل لم تكن المظاهرات الوحيدة التي حدثت علي مدار العام .. ألم يتظاهر «المواطنون الشرفاء» وغيرهم دون تصريح؟
لم نكن في حاجة الي اضافة بقعة جديدة الي ثوب الحريات التي تقلق الكثيرين في الداخل والخارج.
في حين كنا في امس الحاجة الي أن نترك للشباب الفرصة للتنفيس عن انفسهم حتي لا تتراكم طاقاتهم المكبوتة فتنفجر فينا يوما. فالقدر الكاتم يسمح بخروج بعض البخار عبر صمام للأمان واذا اغلق انفجر القدر لامحالة.
الشباب الغيور علي ارضه لا يستحق السجن ويستحقه غيرهم كثيرون تجاوزوا حقهم تجاه المواطنين ومرت قضاياهم بدون احكام او بأحكام مخففة وكأن علي رأسهم ريشة.
————–
Mona.alazab12@gmail.com
