السبت , 4 مايو 2024

منى العزب تكتب: تكليف أم تشريف؟

= 1512

Mona Azab 3


المناصب مهام تلقي علي الأكتاف وليست أوسمة تزينها.

هناك نوع من المسئولين يحظون بما يمكن ان يطلق عليه «الخروج المشرف» فلا تجد أيا منهم قد غادر منصبه إلا وهو يعلم ان بإنتظاره منصب آخر ولكن بدون أية اعباء.

وعندما يحين اوان تركه لمنصبه يبدأ بعض المتابعين في التكهن بالمنصب الشرفي الجديد الذي ينتظره بعد ان يترك موقعه. وهل سيعمل مستشارا أم مساعدا أم خبيرا أم ربما مسمي جديد لم نسمع عنه من قبل، غير انها تتسم جميعا بأنها وظائف شكلية غير محددة المهام، وذلك بإختصار لأن المنصب الجديد ليس إلا منصبا شرفيا «وهميا » وشكل من اشكال التكريم، او ربما رد الجميل.

 هؤلاء المسئولون ليسوا كغيرهم ممن يتركون مناصبهم فتخفت عنهم الاضواء ويبتعد عنهم الناس، وإنما لديهم من الصفات ما يجعلهم دائما تحت دائرة الضوء، خاصة في المناسبات والاحتفالات الرسمية، في حين أننا لا نري لهم انجازا اونعرف لهم دورا علي أرض الواقع.

وبحكم المسمي الوظيفي الجديد لبعضهم ننتظر أن نراه أو نسمع عن حضوره لإجتماعات لها علاقة بمنصبه الجديد، فيثبت لنا عدم حضوره وأهمية منصبه.

والسؤال: إذا سلمنا بأن المعيار الوحيد لإتخاذ القرارات هو مصلحة الشعب فما العائد الذي يعود علي المواطنين من هذه الوظائف الشرفية؟ وهل هناك دور آخر «خفي» لهؤلاء « المحظوظين «  بخلاف دورهم الذي نعرفه، وإنجازاتهم التي يستحقون عنها رواتبهم؟ وما الدور الذي كان يلعبه هذا المسئول حتي يستحق عنه هذا التكريم اللانهائي، والذي يستمر حتي يلقي ربه ؟ وهل توليه لمنصبه القديم والفعلي، بكل ما ينطوي عليه من وجاهة لم يكن تكريما في حد ذاته؟  

إذا كان المنصب الذي يتولاه أي مسئول هو حقا «تكليف» وليس مجرد «تشريف» فمن حقنا أن نعرف مهام كل مسئول، والدور الذي يقوم به .

أقولها ثانية .. المناصب مهام تلقي علي الأكتاف وليست أوسمة تزينها.

————

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11647 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.