الجمعة , 3 مايو 2024

منى العزب تكتب: إعلام منزوع السلاح!

= 1198

Mona Azab 3


أثار مقال صحيفة الإيكونومست عدد من التساؤلات، زاد منها قيام وزارة الخارجية بإصدار بيان للرد عليه.

وبينما كان ما يجب ان يطرح من تساؤل بعد المقال هو.. هل ما حواه المقال من معلومات صحيحا أم لا ؟ ثار تساؤل آخر.. من وراء هذا المقال، ومن الذي يتآمر علينا ؟ ويسعي لتشويه صورتنا بالخارج؟

السؤال الأول يقود إلي وجود عدة نقاط للضعف ’عكستها مرآة الإيكونومست، تحتاج الي العمل علي إصلاحها.. أما السؤال الثاني فيدفعنا إلي نظرية المؤامرة التي أصبحت التفسير الجاهز والمريح لكل اخفاق دون أن نسعي لتغيير وضع خاطئ.

القضية ليست مجرد مقال نشرته صحيفة دولية لم يوافق الهوي المصري، وانما الطريقة التي تم بها الرد علي المقال بإصدار بيان من وزارة الخارجية وبما يطرح سؤال آخر، هل دور الخارجية المصرية الرد علي ماينشر في الصحافة العالمية ؟ ام ان الرد علي الصحافة يكون بالصحافة؟ وهل قيام الدولة بالرد علي المقال عبر وزارة خارجيتها اعترافا منها بعدم قدرة اعلامها علي الرد؟ أم إعترافا بعدم وجود تأثير وثقل دولي لإعلامها؟

ولأن الإعلام «المستقل» يعد أحد اسلحة الدول في مواجهة قوي الدول الأخري ’ كما يعد احد وسائل زيادة قوتها الناعمة ’ تقوم النظم القوية الراسخة والناضجة بدعم إستقلاله لزيادة قوة تأثيره ’ وقناعة منها بأن الإعلام غير المستقل سلاحا نزعت منه ذخيرته.بينما تقوم دولا أخري بممارسات تضعف أسلحتها ثم يأتي اليوم الذي تحتاج فيه الي هذا السلاح أو ذاك فلا تجده ’ وليتها تدرك ساعتها اهميته كسلاح وقوة تأثيره.

الاعلام المصري ظل سنوات تحت مظلة النظام الحاكم، وظل القرب من النظام أحد وسائل الترقي ،وسببا في «الخطي المبروكة» لبعض العاملين فيه، ومسوغا للإنضمام الي النخبة المزورة التي كانت دائما ما تحوي المهللين والمباركين لا المنتقدين والداعين للإصلاح. وكثيرا ما قصفت الأقلام القوية والشريفة عندما حرم أصحابها من تولي مواقع القيادة فقط لأنهم لايجيدون لعق الأحذية.

ليتنا نتعلم الدرس ولا نتصرف كمن يربي ابنه مطيعا مقهورا ثم يأتي يوما يحتاج فيه الي رجل قوي يسانده فلا يجد إلا شخصية ضعيفة مشوهة فاقدة لكل تأثير.

————-

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10726 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.