الثلاثاء , 30 أبريل 2024

مصابيح: يكتبها فارس ناصر| التعليم..!

= 2514

سنضيئ مصباح اليوم على (التعليم) وسأخص بالتحديد مهزلة رأيتها بعينى وضحكت فيها من أعماق قلبى لأنها توضح حال العلم فى جامعاتنا وأيضاً فى مدارسنا فالمنبع واحد والإخفاق مشترك فما بنى على باطل فهو باطل وها نحن خرجنا من مدارس عقيمة لنلتحق بجامعات ومعاهد لا تقل عقماً عما سبق.

فلقد حدثت واقعة فى المعهد الفنى للتمريض بالاسكندرية واقعة تندرج تحت عنوان المضحات المبكيات فأنا ذا الذى يكتب إليكم الآن كنت جالساً أمامي ورقتان لمادة ظلت طول العام الدراسى تنحصر فى خانة (لم يشرح أحد) مادة بلا دكتور لها ليشرحها مادة تحلق فى سماء جدولنا الدراسى كشاب عاطل يجلس طوال اليوم بلا عمل هكذا كانت تلك المادة طوال العام.

ويمر اليوم ويمر غدا ويوضع جدول امتحاناتنا وبه تلك المادة المعطرة براحة إنعدام الضمير تلك المادة التى تردى ثوب الكسل والإهمال فوقتها صرخ الطلاب لابد من الإلغاء ولكن وااسفاه…. تناثرت كلماتهم فى الهواء فكلامهم فى نظر الدكاترة عواء.

وجاء اليوم المنتظر يوم نزول شرح المادة الحزينة قبل بداية الامتحانات بيومين أو ثلاثة نزل شرحها على قلوبنا كنزول خبر موت يوسف على قلب يعقوب ولكنه نزل بلا دكتور ليشرحه نزل بلسان مبرمج على الحفظ والتلقين حتى استيقظ الدكتور والحمد لله بعد سباتٍ طويل وهذا ليلة الإمتحان ليفرج عنا كربتنا ويرد طوابير الأعداء وها هو يجمعنا ويفرقنا كأننا فى مأتم عزاء ليأتى الامتحان والطلاب يبكون ويضحكون يثورون ويخمدون وليس هنالك كلمة واحدة تريد احترام العقول.. أخفق الجميع ..رسب الجميع.. أنا راسب.. هم راسبون.. أنا مذنب بتهمة الجنون.. وما فائدة الحكمة فى زمن ضاع فيها العلم وطالبه وتسيد طالب المجون.

كل ما أردت قوله من هذا الموقف هو إيضاح حالة التدنى والتسيب الذى وصل له العلم والمتعلمون فى بلادنا.. فأود أن أخبركم أني أنا ومن معى هم من سيواجهون الأوبئة ولكن كيف؟ و نحن أنفسنا أوبئة بتعليمنا الهش الذى نتعلمه استقيموا واعتدلوا يرحمكم الله.

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 2550 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.