الإثنين , 29 أبريل 2024

مصابيح: الهجوم على لغة الضاد..!

= 550

يكتبها: فارس ناصر

تعرضت اللغة العربية لهجومٍ حادٍ وعنيف فى العشرين سنة السابقة حتى وصل هذا الهجوم ذروته فى العشر سنوات السابقة مع انتشار الأنترنت بشكلٍ كبيرٍ فى مجتمعنا وذلك بعدما تغلغل كالسكين فى أجسادنا وأصبح يجرى كالهروين فى دمائنا حتى أصبحنا غارقين فى عالمٍ إفتراضى أوهمنا أننا نساير الواقع وأخرجنا من لذة الحياة وجنونها وعفوية الروح الأنسانية وفطرتها فأصبح البرود سمتنا البرود فى كل شئ، البرود فى العلاقات، فى العواطف حتى صرنا معاقين عن الحركة من أماكننا مقيدة أيدينا بهواتفنا وكأننا أختزلنا كل نعم الله علينا فى أن ننظر لما فى هواتفنا ونستمع لما فيها حتى أصبحنا بحاجة للمصحات لعلاجنا فالمدمن إذا لم يجد إدمانه شعر بالقلق والأرتباك وفرط الحركة ألست تفعل أنت ذلك عندما ينقطع الأتصال بالأنترنت؟ لذلك فأنت مدمن عزيزى!!.

وبالعودة لموضوعنا سنجد أن ذلك الطوفان الافتراضى الغاشم قد أحدث خلل فى اللغة فكنا منذ زمن نخشى على اللغة العربية من هجوم قرينتها العامية ولكننا الآن أصبحنا نخشى على العامية التى تحمل فى مصطلحاتها عاداتنا وتقاليدنا وترسم على جبين حروفها طيبة وتلقائية ذلك الشعب النقى الجميل فالآن تواجه اختفاء تدريجياً ليس بالكبير لكن مع تقدم الوقت سيكون خطير وذلك نتيجة لدخول بعض المصطلحات الغريبة التى يتلفظ بها البعض ظنا منهم بأنهم هكذا سافروا فى عالم التحضر والتقدم والرقى فإن أراد واحد من هولاء إظهار أفضليته على غيره دمج حرفاً عربياً مع أخر أعجمياً دون أن يدرى أنه جاهل اكتسى بثياب بالية فالتقدم والتميز فى الدين والدين قرآن والقرآن لغة فأعرفوا اللغة لتعرفوا القرآن فتظفروا بالدين.

فمنذ أن ولدنا ونحن نحمد الله حمد كثيراً وذلك بقولنا “الحمد لله”حتى بلينا بجيل تخلى عن هويته الدينية وتبرأ من لغته وأصبح الحمد فى قاموسهم بأن يقول بنعومة هكذا “Thank god” أيضاً فتحنا أعيننا ووجدنا أبائنا وشيوخنا يرددوا “يارب” لكنه الآن تغيرت كثيراً عما كنا نسمع فصارت “Oh My God” فيا للعجب!! كما أننا كبرنا وسط شعب عفوياً جميل يستيقظ مبكرا على طعامه الرسمى طعام العامة الفقير والغنى فمن منا لم يتلهف ويستمتع بقرص الطعمية مع طبق الفول والخبز الساخن وكوب الشاى الذى لا يكتمل الطعام إلا به هذه هى حياتنا وهذا هو أصلنا حتى جاء جيل “البابجى” و جيل “الأندومى” وكسر كل قواعدنا وأصولنا وأصبح يطلق على “الطعمية” اسم”جرين بالجر” وزاد على ذلك فأطلق على “الملوخية”اسم”الجرين سوب” وهم يحسبون أنهم سينالوا احترام الجميع بهذا دون أن يدورا مدى حقارتهم فى عين رجل الريف المشققة يده من شدة العمل والمجعدة يده من تراكم صعاب الزمن ولا يدرون مدى تفاهتهم فى عين هذا العم الصعيدى المغبر اللون من أثر الشمس وهو يعمل فى حقله يتلهف لنقطة ماء تروى ظمأه.

فكم أشفقت على علماء اللغة وأساتذة اللغة وخبرائها وهم يرون لغتهم التى أنفنوا فيها وفي تعلمها أعمارهم حتى جاء الوقت الذى أصبح فيها حرف “الحاء” يكتب “7” وحرف “العين” يكتب “3” وصارت “الهمزة”هكذا”3” فيارب الكون تعبنا فيارب الكون تعبنا من حول الصدمة فهولاء قتلة فسقة قتلوا اللغة واستباحوا حرمتها وحرفوا فيها حتى شنقوا المعنى.فيا من حولتم المعجب إلى “الكراش” و حصرتم المنفصلين فى لفظ”الأكس” عودوا إلى رشدكم عودوا إلى دينكم عودوا إلى هويتكم فما التحضر إلا بالعلم والعمل والأخلاق وخلقكم فى لسانك فأضبته تنضبت خلقك وعملك.

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 1517 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.