الثلاثاء , 30 أبريل 2024

مصابيح: الطريق المسدود..!

= 6091

يكتبها: فارس ناصر

كدنا نصل إلى طريقٍ مسدود ومظلم ونحن نائمون فى أوهامنا غارقون فى شهواتنا لا عمل لنا إلا أننا نسافر كل يوم فى المأساة يستيقظ الرجل فى أمتنا يفطر على سجارته وينفخ دخانها فى حياة أهله ورعيته فتمرض صغيرته فيحمله على عاتقه إلى الطبيب ليسرد لها علاجاً يذهب بقوت يومه لأيامٍ قادمة ليأتى اليوم التالى ويشهر سجارته ويبخ سمه فى وجه صغيرته فى أسوء صور الأهمال والجهل والتساهل.

ومن ذلك نستنبط أن أركان بناء أمة أو انحدارها تتلخص فى التعليم الجيد والأسرة والقدوة الحسنة فتخيل معى لبرهة إذا تفهم هذا الرجل أن مرض ابنته بسبب تدخينه وأن ذلك يدمر صحته وأنه قدوة لأبنائه فلا يصح له الترنج بالسيجار أمامهم كان سيعلمهم دون أن يتكلم لكن وا اسفاه حدث عكس ذلك تماماً ومارس ما يمارسه الجميع فى بلادنا.

فإذا دققنا النظر فى تعليمنا منذ كنا صغاراً ستجد أجيالاً كل أحلامها أن يضرب جرس الأنصراف كل أحلامها حصة الألعاب ستجد عقولاً أغلقتها موشحات الحفظ ودمرها عقم الصفحات فحين تسألنى كم من متعلمٍ فى بلادنا سأعد لك القليل والقليل وذلك لأننا فى مجتمعنا حصرنا النجاح فى مبارك لك لقد انتقلت إلى الصف الأعلى مهملين العقل وكيفية بناءة دون أن نُعّلم أولادنا أن العلم الذى يدرسه ليس نصاً سيقذفونه فى أوراقهم يوم الأمتحان بل هو فكرة تتبناها عقولهم لتصبح محور حياتهم ومن خلالها نتخذ القرار الصواب ونعرف كيف نحكم على هذا؟ ولما يجب أن تمدح هذ؟ ا وتذم هذا فمن الممكن أن تتعلم وتظن أنك نسيت ما تعلمت لكنك ستكتشف أن الفكرة مستوطنه فى عقلك مع أول موقف يستدعى خروجها فتعلم العلم لفكرته لا لكميته.

أما حين ننظر إلى الأسرة سنجدها مفككة يوضع الطعام على موائدها لمراتٍ عديدة والجميع مشغولون باللعب على هواتفهم والعبث فى صفحاتهم يذمون ويضحكون يبكون ويسخرون بالساعات جالسون عن بعضهم مشغولون لا يتفوهون حتى صارت الأسرة مشتتة مفرقة ممزقة فماذا إذا كانوا مع بعضهم يأكلون ويتسامرون وفى حزنهم يتشاركون وفى فرحهم يتبادلون كنا سنرتقى كوحدة واحدة قوة واحدة لا تقهر ولا تستضعف ولا يتمكن منها الحاقدون.

ثم القدوة فكيف يأمر الكبير الصغير بما لا يفعله!؟ وكيف له أن يأمره بإحترامه وهو نفسه لا يحترم أباه أمام صغيره!؟ كيف تمنعه من شرب السجائر وأنت أحد أكبر المدخنين!؟ كيف تريد منه أن يضبط لسانه وأنت نفسك عقيم اللفظ الحسن!؟ كيف وكيف وكيف…!؟ قوموا أنفسكم قبل ذويكم كى تستقيم أمتكم وترتقى.

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 1970 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.