أميرة الشرقاوى
ظلت أزمة الباعة الجائلين، أكثر الأزمات المؤثرة فى العاصمة في الأعوام الأخيرة، وأخفقت أجهزة محافظة القاهرة في إنجاز العديد من المشروعات الحيوية، التي كان سيترتب عليها حل العديد من الأزمات التي عانت منها العاصمة طوال الفترة الماضية، وتحديدًا عقب ثورتى يناير ويونيو.
فشلت أجهزة المحافظة، ممثلة في المحافظين المتتاليين، ورؤساء أحياء منطقة وسط العاصمة، في حل أزمة الباعة الجائلين، ورغم مرور ما يزيد على عامين لنقلهم لسوق “الترجمان”، إلا أن الفشل لحق بعملية النقل، خاصة أن المحافظين لم يفوا بوعودهم للباعة بإنشاء مشروع سوق مجمع دائم لهم “بأرض وابور الثلج”، علمًا بأن أحد المحافظين كان قد أكد أن المشروع سينتهى خلال 5 أشهر من نقلهم، ولكن مر عامان على ذلك ولم يتحقق شىء.
ممدوح حمزة، الاستشاري الهندسي المشرف على المشروع، قال في تصريحات صحفية أنهم انتهوا من التصميمات الخاصة بالمشروع، ولكن حتى الآن لم يتم البدء فيه، ولم يتعاقد معهم أحد من قبل محافظة القاهرة.
هذا الإهمال من المسئولين، ترتب عليه أن البائعين الجائلين بوسط العاصمة، عادوا ليفترشوا الشوارع الجانبية مرة أخرى، ورغم محاولات مطاردتهم والقبض على بعضهم من قبل شرطة المرافق، إلا أن ذلك لم يثنيهم عن البحث عن قوت يومهم.
فالمحافظ، والتنفيذيون التابعون له، من وجهة نظر حمادة صابر، أحد أقدم الباعة الجائلين بشارع شريف، لم يفوا بوعودهم للباعة، ببقائهم مؤقتًا بسوق الترجمان، لحين الانتهاء من مشروع “أرض وابور الثلج”، ورغم هذاالفشل، يصر المحافظ في وسائل الإعلام، على نجاحه فى نقلهم للترجمان، مؤكدًا عودة منطقة وسط العاصمة لسابق عهدها.
من جانب آخر، أكد مسئول من داخل ديوان محافظة القاهرة، أن سوق الترجمان للباعة الجائلين، فشل فشلًا ذريعًا، رغم ما تم صرفه على تجهيزه، لافتًا إلى أن الباعة رفضوا بالفعل الانتقال إليه، وما تم ظهورهم فى وسائل الإعلام، هم من موظفي محافظة القاهرة، تم إيفادهم للسوق حتى يتضح رواجه، واستلام الباعة “للباكيات” التابعة لهم.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تواصل أجهزة المحافظة، الادعاء بنجاح سوق “الترجمان”، وتروج له بمعارض لجذب المواطنين إليه، كان أولها معرض “مستلزمات المدارس”، مع بداية العام الدراسي سبتمبر الماضى، ولم يلق المعرض رواجًا لدى الجمهور لبعده عن منازلهم وأماكن عملهم.
وتلا ذلك، معرض لمختلف السلع المنزلية والخضراوات والفاكهة، أقامته المحافظة لمدة ثلاثة أشهر مقبلة، لدعم السوق، ولكن بحسب الباعة لا يتردد عليه أحد، ورواده هم من موظفي المحافظة.
ورغم ذلك، قال مسئول بمحافظة القاهرة، إن من يدعي فشل المعرض، فهو يؤيد الفوضى.
وبعيدًا عن باعة وسط العاصمة، ظل باعة رمسيس والأزبكية، يشغلون الأرصفة، ومحطة مترو رمسيس، ومحطة مصر للسكة الحديد، ويعيقون حركة البيع والشراء فى منطقة حيوية “كالفجالة”، ورغم التصريحات المتكررة من التنفيذين باقتراب نقلهم، إلا أن المحافظين تعاقبوا على العاصمة، دون توفير سوق بديلة للباعة الجائلين تستوعب عددهم.