الأربعاء , 1 مايو 2024

مروى خير الله تكتب: هل حقاً للحب وجهان؟

= 2084

كثيرا ما يتساءل الناس: هل حقاً للحب وجهان؟
أم أن هذا ما تناقلته الأساطير على مر الزمان؟

تحكي الأساطير بأن للحب وجهان وجه تعلوه البسمة، ووجه آخر تُخفيه الأحزان، وبأن للحب لعنة تطوله على مر الزمان، حيث يأتي الحب مغلفاً برائحة الحبيب يحمل الكثير من الدفء والصحبة والونس والأمان، معه الكثير من الكؤوس تملؤها السعادة فترتشف، وتتذوق كل شيء معه وتكتشف، تُسقى حتى ترتوي، تغمض عينيك مطمئناً فترى بقلبك وروداً تتفتح وسلامٌا يسكنُ الكون وإن علا الضجيج.

ولأن للحب وجهان، ولأن للحب لعنة كما تحكى الأساطير على مر الزمان، فمع رائحة الزهور تنبعث رائحة الحريق تأتى من قَلْبَينِ نصفهما يشتعل، وَيَشِبّ الحريق، ولأن للحب وجهان فهناك الوجه الملائكي الأبيض والوجه الشيطاني الأحمر يحوم به شبح الغيرة.

لعنة الحب على مر الزمان، تأتى كالطوفان فتزيح زهر الربيع، تنقُض معاهدات السلام، تنتفض القلوب كالجريح.

ولأن للحب وجهان، ولأن للحب لعنه كما تحكى الأساطير على مر الزمان، تمتلئ الكوؤس باللون الأحمر ويسود بالكون الغضب، تختلط رائحة الزهور برائحة الدم النازف من القلب.

ولأن للحب وجهان، ولأن للحب لعنة كما تحكى الأساطير على مر الزمان، يُسدل الستار، وتنطفئ الأنوار، وعلي ضوء خافت ينظر الحبيبان أرضاً إلى قلوبٍ محطمة لا تحتويها الجدران، يرحل الحبيبان ومازال القلوب تنبض كلٌّ في إتجاه.

ولأن للحب وجهان، ولأن للحب لعنة كمان تحكى الأساطير على مر الزمان، يبقى الحبيبان وحيدين، كلما قابل أحدهما زهرة بالربيع تسللت إليه رائحة الحريق فيضع سوراً فوق سور، ويصدر من خلف السور صوتاً يملؤه الحنين يصيح قلبٌ جريج.

لم تكذب الأساطير ..ولأن للحب وجهان. ولأن للحب لعنة كما تحكى الأساطير على مر الزمان. سيشفى القلب حين يولد حب بلا وجهان، حب بِوَجْه واحد سيولد بغير ذاك الزمان والمكان، حب يحمل وجهاً واحداً أبيض اللون يملك أجنحة تلمس أطرافها عنان السماء.

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 3477 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.