حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
كتبت: هبه سلطان
مبدعات غيرن مجرى الواقع، كان الإبداع وسيلتهن للدفاع عن الحياة، للدفاع عن حق الوجود، وفى اليوم العالمى للمرأة، لم نجد سوى أن نلقى الضوء على هؤلاء المبدعات، مبدعات تحدين الصعاب، الإعاقة، المرض، الظروف الإجتماعية، العادات والتقاليد، وكلهن أبدعن فى مجالات الفنون المختلفة كالفن التشكيلى، التأليف، صناعة العرائس، الزجاج المعشق.
وإن كان الإبداع هو حالة تأثر الفنان لما حوله وتأثيره فى مجتمعه، فكم من سيدات مبدعات كان لهن تأثيرساحر، ورسالة فنية ذات قيمة عالية، وكانت السيدة ماجدة حنفى أبو العلا فنانة الزجاج المعشق أكبر قدوة ومثال أعلى على التحدى والإصرار والعزيمة فى الإبداع، وتحقيق الذات.
لم تستسلم ماجدة حنفى لكل ما تعرضت له من ظروف، فقد أرادت مواجهة الحياة، فهى فنانة بالسليقة، فتاة مصرية حتى النخاع، طموحاتها تسجيل تاريخ مصر الإسلامى والقبطى والشعبى بالزجاج المعشق، ولدت الفنانة ماجدة حنفى بحى شبرا عام 1963.
بدأت حياتها بإحتراف الكورشيه، ثم مجال الدعاية والإعلان، تعلمت طباعة السلك سكرين، افتتحت مكتب خاص بها، لم تنته القصة عند هذا الحد، فقد أصيبت بمرض شلل الأطفال وهى طفلة صغيرة، وكسر فى نفس القدم المصابة بالشلل وكذلك الحوض، وكسور متعددة عندما تعرضت لحادث انهيار منزلها، مكثت فى المستشفى ثلاثة أشهر، وظلت فى الجبس سنة ونصف، تركت مجال الدعاية والإعلان بشكل مؤقت، وعادت إلى هواية التصميم على الزجاج ومنه انطلقت الى فن الزجاج المعشق.
فى هذه الفترة العصيبة من حياتها بدأت ترسم على الزجاج ، ولأنها فنانة، فقد نفذت الكثير من الأعمال الفنية، وحققت ارباحا كثيرة واصبحت رائدة من رائدات فن الزجاج المعشق فى مصر، وبعد أن اجتازت السيدة ماجدة حنفى هذه المحنة، كان للقدر كلمة اخرى، فقد شعرت بورم خلف العين، وبرزت العين للخارج، وتتطورت حالتها لتصاب بنوبات صرع، وتم تشخيص الحالة بأن الورم وصل إلى المخ، وكان لابد من التدخل السريع للجراحة، ولأنها انسانة لم تعرف اليأس يوما، فقد تضرعت إلى الله حتى يمن عليها بالشفاء، وكان الله فى عونها، وتم الشفاء.
وفى عام 2003 عاودت نشاطها الفنى وشاركت فى الكثير من المعارض، مثل الصندوق الإجتماعى بأرض المعارض، ومعارض بنادى الصيد والنادى الأهلى، والقرية الذكية بمركز توثيق التراث التابع لمكتبة الإسكندرية، الأولى من معرض مصر بالتجمع الخامس.
وقد قام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى بإفتتاح المعرض، وتم حوار بين فخامته والسيدة ماجدة حنفى حول تدعيم الدولة للصناعات اليدوية،والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر،والنهوض بالمجال الثقافى والإهتمام بالقوة الناعمة،لأنها ثروة مصر القومية.
اعتمدت فى عملها على البحث والقراءة والإطلاع، تعرفت على أنواع الزجاج، وأنواع الزخارف الإسلامية والقبطية والشعبية والهندسية، تزوجت من الكاتب الصحفى مصطفى عباده وانجبت ثلاثة ابناء، وكان لها نعم الزوج الحنون، فكان يقوم بإمدادها بالكتب اللازمة لهذا الفن، وإحضار كل الخامات، ونظرا لظروفها الصحية وصعوبة حركتها، فيقوم بشراء الزجاج من الأماكن المخصصة له والألوان والأكسسوارات، وتصويرالماكيتات قبل التنفيذ وكل المستلزمات الخاصة بهذا الفن، وتعتبره مستشارها فى كل افعالها، ويفعل ذلك بكل الحب لزوجته الفنانة، فضلا عن معاونته لها فى أمور المنزل.
السيدة ماجدة حنفى هى سيدة بمائة رجل، فلم تكن السيدة الوحيدة من سيدات مصر اللاتى واجهن الظروف فى صبر وجلد، بل هناك الكثيروالكثير.
وللحديث بقية عن مصريات مبدعات أخريات.
