الإثنين , 6 مايو 2024
غلاف جان وجنون

قراءة في قصة جان وجنون للكاتبة نادين المندراوي

= 2590


بقلم: هبه سلطان

في قصة مكونة من أربع فصول بدأتها الكاتبة من حيث النهاية بجملة
” إنهم حولنا.. لا داعي للتهامس.. لا تنظر خلفك. ستندم”.
لتنتهي القصة بمقطع
نظر خلف ليري القط يقترب منه مبتسما، هنا فقد على الرؤية، وساد الظلام معلنا بداية جديدة.

عنوان القصة
جاء عنوان القصة معبرا عن مضمون ومحتوى القصة، وإن كانت كلمة جنون التي اختارتها الكاتبة ربما تعبر عن تغييب العقل الذي وهبنا الله اياه لنؤمن به، ونتحرر من سيطرة الأوهام والأساطير، وسلطة الخيال الجامحة.

شخصيات القصة
شخصية “والدة علي” بطل القصة التي تلجأ دائما إلى الدجل والشعوذة، لايمانها أنها الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل، والعين التي تصيبها، وإن كانت هي الشماعة التي تعلق عليها الإحساس بالفشل، والخوف من شبح الماضي، واليأس من مستقبل غامض.
شخصية “الدجالة” التي تدعي تسخير كل شئ لخدماتها، وخدمة من يلجأ إليها، فهي مثال الأمل المفقود.
شخصية”علي” الذي يقف في وجه الدجل، يقف بضعفه كبشر أمام قوة خارقة، وهي قوة الجان التي تضعف أمام قوة ايمان علي بقدرة الله، وتستمد قوتها مرة أخرى أمام ضعف علي.

اللغة والفكرة داخل القصة
تميزت اللغة بالسلاسة على الرغم من أن الفكرة تقوم على السهل الممتنع، فالشيطان الموجود بالقصة هو شيطان النفس، أي ضعف بطل القصة الذي يستمد منه الجان قوته.
قوة التخلي التي ذكرتها الكاتبة في أكثر من موقع،وهي تخلي البطل عن قوته، واستسلامه لضعفه، صفة التخلي ضعف تحتاج لقوة.
فيأتي على لسان الجان لبطل القصة
” أنت من اخترت ان تقتحم عالمنا، لم نقوي على تجاوزك واختراقك في البداية بفعل الآيات، نقطة ضعفنا الوحيدة، استمتع بضعفك امام قوتنا”

الخاتمة
تركت الكاتبة نهاية القصة مفتوحة، فالصراع القديم الأزلي بين الخير والشر،بين القوة والضعف، بين الإنس والجان، صراع لا ينتهي حتى تقوم الساعة، فدائما نهاية البداية هي بداية النهاية.

شاهد أيضاً

وفاء أنور تكتب: حكاية العم “رجب”

عدد المشاهدات = 9291 أبطأت خطواتنا وهدأت من سرعتها اضطرارًا، اضطربت حركة أقدامنا المثقلة متأثرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.