الأحد , 28 أبريل 2024

في يوم الحب…. أناديك يا غائبة أين أنت؟

= 6770

 

بقلم: عادل عبد الستار العيلة

منذ أيام وأنا أحاول أن أخرج من فوهة قلمي حرفا تلو الآخر لأصنع عقدا نصا يطوق عنق ورقى الأبيض وإنني أتحايل على أبجديتي أن تطل من نافذة الحبر إلى حقول الأسطر الفارغة لعلها تخرج من داخلي ما يليق أن يكتب لك، فأحرفي تهاب حين تعرف إنها ستكون إليك، لأنها تعلم قدرك حبيبتي، حتى أنا أهاب حين أكتب إليك لأنني حين أحببتك نسيت الأبجدية والحروف والجمل، لقد وعدتك أن تكون أحرفي متوشحة بألوان الربيع في كل فصول السنة، وأن تتفتح كلماتي المرصوفة على أسطر ورقى كتفتح الورد في كل صباح، وعدتك أن تتلاشي الأحرف الضبابية حين أكتب اليك، وكمْ أجد فى هذه اللحظة عمق مشاعري التى حفرت فى داخلى، وشعرت بشدة ألم الفراق، لهذا قررت أن أكتب رسالتى إليك فى يوم الحب، لانى أري فيك حبيبتى كل معانى الحب، ورسالتى هى:

فى بدايتها أكاتبكي السلام والود يا من تعلمين أن لا حياة سواكي، وأسألك كيف تجلسين دونيا؟

فأنا منك وبك لست بضيف ولا حلم ولا وهم وما بطيف، انا من كان فى البرد لهيب صيف، انا سكنك وفارسك (درع وسيف)، يا عطر أيامى وكل ضيائها لا تسألينى عن هواك حبيبتى فالنبض أصدق من حروف جوابي، وعهد علي أن أظل هكذا فمن ذا يبدل نهره بسراب؟!

وفى تلك الساعه المتأخرة من الليل وحين جاء بعباءته السوداء على الكون آلمنى بعدك فلقد تبعثرت حتى ظلي تهاوى، وبقيت أسكب الدمع فوق وسادتى حتى جفت حدقاتي وذبل صوتى ولم أكن أرغب فى رسالتى أن أكتب هذا السطر المبلل حتى لا تجدينى رجلا يبكى لفراقك، ولكنى أردت فقط أن أخرج ذاك الشعور الذى يخيم فى داخلى عندما أشرع فى الكتابة لك او عنك فى غيابك، ووجدتنى أتساءل هل الكتابة عن غيابك تجردنا من ثباتنا؟ وتحدث أهتزازا مخيفا فى كياننا الذى طالما كان الجدار الذى نتكئ عليه، إننى حقا أتعجب من ألم الفراق الذى يطيح بمدمعى وكأنه سيف يطيح بهويس مائها.

وأخيرا أقول لك: يا غائبة رغم المسافات ما أقربك، يا غائبة عن العين في العين مسكنك، مهما يطول البعد ففي القلب موطنك، وإن غبت عني فالروح مسكنك فمن يسكن الروح كيف الفؤاد ينساه؟!

حفظ الله مصر… أرضا وشعبا وجيشا وأزهرا
—————————–
كاتب ومؤلف

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 229 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.