الإثنين , 29 أبريل 2024

علمتنى زوجتى…!

= 4688

 

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

من أهم ما تعلمته من زوجتى جملة فى تقديرى إنها تُكتب بماء الذهب فضلاً عن ماء العيون وهى ( أن أحافظ على تلك الطاقة الاسطورية التى بداخلى الا وهى .. الأمل ) استدعيت تلك الجملة التى دائماً أمام عينى حين قرأت خبر هروب السجناء الفلسطينيين من سجن جلبوع الاسرائيلى .. لانه ببساطة لولا الامل فى الخروج والحصول على حريتهم ما أستطاعوا أن يقوموا بهذا العمل الذى أبهر الجميع … فكيف بمعلقة معدنية فقط أن تحفر نفق يكفى لمرور جسد إنسان وبطول أمتد لعشرات الامتار وفى وقت أخذ شهور … من أين أتوا بتلك الطاقة الاسطورية ؟؟ ببساطه إنه – الأمل – أيها السادة مغلف بالارادة وهنا تأتى رسالة المقال … وأقول.

ايها السادة … جميعنا يحتاج أن يتحلى بالامل فى حياته فتلك الطاقة الاسطورية تستطيع أن تدفعك للامام بشكل ربما أبهرك أنت شخصياً .. علينا أن نؤمن إنه بالأمل نهزم الألم ونقهر اليأس … ثم علينا أن نتحلى بالارادة ، فإذا أجتمع الأمل مع الارادة سنحقق كل شئ (بعد إرادة الله ) فهذا الذى يستصعب حفظ القرأن فليتعلم من هؤلاء السجناء الستة فإذا حفظ أية واحدة فى اليوم مع الامل والارادة سيتم حفظ القرأن بصرف النظر عن الوقت الذى سيحتاجه لهذا ، من يستصعب تعليم لغة إذا تعلم كل يوم كلمة واحده سوف يُجيد اللغة بعد مدة مُعينه ، من يستصعب عمل مشروع صغير إذا تحلى بالامل والارادة بعد قليل سيصبح صاحب مشروع حقيقى وكبير ( محمود العربى رحمه الله خير دليل ) لا تستصعب الامر فى بدايته ، لو أن هؤلاء السجناء أستصعبوا الامر فى بدايته وهو أمر أساساً فى غاية الصعوبة والتى تصل الى المستحيل ما كانوا فعلوا شئ ، الا إنهم حين تحلوا بالامل وغلفوه بالارادة فكانت  تلك النتيجة المُلهمة لنا الان ، حتى لو تم القبض عليهم فيما بعد ، فهذا ليس مهم رغم ألمه لا شك ، ولكن الرسالة الاهم لنا قد وصلت إنه بالامل المغلف بالارادة تستطيع أن تصنع المستحيل ، فما قاموا به يصل الى درجة المستحيل.

رسالة الى الشباب … لكل شاب فى بداية حياته أقول .. لا تجعل لليأس مكان داخلك ، أهزمه بالأمل والرجاء والارادة ، ايها الشباب إنظروا حولكم ستجدون مئات الامثلة الناجحه ولم تصدقوا كيف كانت بدايتهم ، حتى كاتب تلك السطور كان من هؤلاء فقد بدأت الكتابة فى كراسة عادية أكتب فيها خواطرى ، ثم جاء الدعم من زوجتى و أحد الاصدقاء أن استمر فى الكتابة وأن اطور من نفسى ثم بعد ذلك بدأت فى مراسلة الصحف ، ثم نشرت أول مقال وهكذا ، لا تنظروا الى الطريق إنه بعيد وصعب السير فيه او الوصول الى نهايته ، بل توكل على الله وثق فى ربك وتحلى بالامل وغلف الامل بالارادة ستحقق كل شئ.

صديق لى كان يعمل عامل فى محل كشرى فى القاهرة ، وبعد قليل تمنى أن يصبح صاحب محل ، ثم بدأ بعربية كشرى على الرصيف ، ثم انتقل من عربية الكشرى الى محل إيجار ، ثم من محل إيجار الى محل ملك ، ثم الى صاحب أشهر محل كشرى فى ارقى مكان فى القاهرة الجديدة ، وحين سألته كيف تحقق هذا قال لى الامل والارادة وثقتى فى الله إنه لن يُضيع تعبى ، تلك النماذج يجب أن يتأملها الشباب ، ويقولوا لانفسهم حان الوقت أن أترك الجلوس فى الكافيهات و القهاوى وأن أبدأ الحركة والعمل.

ايها الشباب تحلوا بالامل وغلفوه بالارادة وتوكلوا على الله عزوجل حينها ستحققوا احلامكم و امانيكم.

حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وازهراً

————————–
* مدرب معتمد للاستشارات الأسرية والزوجية

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 1393 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.