الخميس , 9 مايو 2024

عبدالرزّاق الربيعي يكتب:الإرهاب دهسًا في “نيس”!

= 1350

razaq(1)


في مقطع فيديو جرى تصويره بعد وقوع العمليّة الإرهابيّة في شواطيء "نيس" الفرنسيّة  فجر الجمعة الماضي التي أسفرت عن سقوط 84 ضحيّة ، وعدد كبير من الجرحى، بعد أن دهست شاحنة جمعا من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي، يرتفع  صوت امرأة عربيّة مفجوعة من هول الصدمة، وتبدو قد فقدت ابنتها، فتمضي باحثة  عنها، بين أكوام الجثث، هاتفة بلهجة خليجيّة واضحة " وين بنتي؟"

وسط صخب شديد، وأصوات عديدة تتكلّم اللغة الفرنسيّة، ويبدو أنّ تلك المرأة الخليجيّة قد سافرت إلى "نيس" التي تقع على شاطيء البحر الأبيض المتوسط جنوب فرنسا بين مرسيليا وجنوى، كعادة الكثير من العوائل الخليجيّة التي تفضّل قضاء إجازة الصيف في مصايفها، وشواطئها التي تشتهر بها المدينة التي تعتبر من أهم المراكز السياحيّة الفرنسيّة، لكنّ يدّ الإرهاب التي لا تفرّق بين عربي ، وأعجمي إلّا بمن خدمته المصادفة، فابتعد عن مسرح الجريمة، كما حصل مع الشاب العماني الذي "كان ينوي حضور الاحتفال مع عائلته إلّا أن قدرة الله شاءت أن يتأخروا في الخروج بسبب نوم أحد الأبناء"كما نشرت صحيفة"الحدث"، فنجى بجلده من مجزرة.

 ربّما يكون ،لا سمح الله، من بين ضحاياها،  فالإرهاب غير موجّه لأحد دون آخر، فهو ينظر للناس أنّهم "سواسية كأسنان المشط"، فلا يفرّق بين ديانة، أو مذهب، رغم سموم الأحقاد التي ينشرها عبر منصّاته، محاولا تبرير جرائمه بأوهى الأسباب، التي لا تمتّ للإسلام بصلة، فشاحنة الإرهاب عندما تنطلق، مدفوعة بالكراهيّة، لحصد أكبر عدد من الأرواح البريئة، كما جرى في"نيس" لا تفرّق بين صغير، وكبير، ولا امرأة ، أو رجل، ويكفي أن يكون الضحيّة حيّا، ليصبح  هدفا لها، فأهم مواصفات الضحيّة أن تكون قادرة على التنفّس، والأكل ، والشرب، والقدرة على مواصلة الحياة !

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 2687 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.