الثلاثاء , 30 أبريل 2024

عبدالجواد أبوكب يكتب عن الوزير الذي ضيع التربية وأفسد التعليم

= 3261


لا يحتاج الدكتور محمود أبوالنصر إلي براهين تؤكد أنه الأسوأ علي الاطلاق بين من تولوا مسئولية حقيبة وزارة التربية والتعليم، تلك الوزارة التي حاول الاخوان المسلمون وقت تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم إفسادها بالكامل وفشلوا،لكن الرجل نجح بمفرده فيما فشل فيه الاخوان فقضي علي التربية والتعليم بضربة محترف في مصارعة الأخطبوط الأعمي٠

ولن نتحدث هنا عن كوارث مقتل الأطفال في المدارس نتيجة الإهمال سواء بسقوط بوابة حديدية أو لوح زجاج أو لدغة عقرب وسنعزي ذلك للقضاء والقدر حتي لا نتهم بتصيد أخطاء وزارية رغم أنها بالفعل مسئولية الوزير أولا حتي لو كان ذلك من المنظور السياسي.

لكن أبو النصر الذي تولى منصبه في 16يوليو 2013 في حكومة حازم الببلاوي، ثم تم التجديد له للمرة الثانية عندما تولى المهندس إبراهيم محلب رئاسة الوزراء في فبراير 2014 ثم جدد له مرة ثالثة في حكومة محلب الثانية التي شكلت في يونيو 2014، فشل بشكل متكرر في تنفيذ خطة استراتيجية لتطوير التعليم، وبدا للمتابعين أنه يتحرك بلا  منظومة العمل وإن وجدت فهي تعتمد على خطط قديمة، ما جعلها غير مواكبة مع مرحلة جديدة للنهضة الكبري التي تشهدها مصر، وفشل أبوالنصر في البدء بجعل التعليم  قاعدة حقيقية لبناء مستقبل الأمة.
 
وكان ضعف الوزير سببا رئيسيا في عشوائية آداء الوزارة، وتعاظمت الكارثة بعدما ترك الرجل دوره القيادي وباتت الأمور والقرارات بيد ٦ سيدات و٤ رجال يمثلون الحرس الحديدي في وزارة إنحصر دور وزيرها في التوقيع علي القرارات التي تصاغ في مكاتبهم وكأنه هو من أصدرها.

وكان طبيعيا مع هذا الضعف أن تنجح الكوادر الإخوانية المعروفة بانتمائها التنظيمي في البقاء والعمل بحرية سواء داخل الديوان العام أو في المحافظات المختلفة وكانت الكارثة الأكبر أن أبوالنصر روج لبعضهم إضافة لترويجه لارتداء النقاب في المدارس.

ومن الضعف الوزاري إلي الفساد لم يختلف الوضع كثيرا، ولعل فضيحة مصاريف الأطعمة الخاصة بالعاملين بمكتبه والتي كشفها الجهاز المركزي للمحاسبات مؤخرا مثال واضح لكنه ليس الأخير، فلا تزال قضية شركة «أمريكانا» والتي تورط فيها أبوالنصر شخصيا عندما كان يتولي مسئولية التعليم الفني ماثلة أمام الجميع كنموذج لتعامل الوزارة في عهده مع الطلاب ، وكيف أنه غض الطرف عن حصول مسئولين بمديرية تعليم القاهرة وقطاع التعليم الفني وصندوق دعم المشروعات بوزارة التربية والتعليم، مقابل موافقتهم على «سخرة» الطلاب بالمطاعم بالمخالفة لقانوني التعليم والطفل.

كما تبين استغلال التلاميذ في العمل بالورديات الليلية وإجبارهم على العمل بعدد ساعات يتجاوز 12 ساعة يوميًا بالمخالفة للمادتين 65 و66 من قانون الطفل ولا توجد راحات أسبوعية لهم والاعتماد عليهم كـ«عمالة رخيصة» لعدم وجود منهج عملي للتدريب بالمخالفة للاتفاق المبرم بين وزارة التعليم وأمريكانا، بالإضافة إلي عدم وجود منهج تدريبي علمي ينفذ على التلاميذ أثناء عملهم  

وعندما كشفت القصة بعد إصابة عدد من التلاميذ، حاول  الوزيرإبعاد نفسه عن دائرة الاتهام، فأصدر بيانًا رسميًا دافع فيه عن الاتفاقية وعن أمريكانا وعن نفسه بالطبع

ومن الفساد إلي غياب بعد الأمن القومي حدث ولا حرج وأقرب مثال له هو قيام وزارة التربية والتعليم ضمن برنامج تحسين مهارات القرءاة والكتابة لتلاميذ الصفوف العليا بمرحلة التعليم الأساسى. بتوزيع كتاب كمنحة أمريكية  يحتوى على خريطة تضع منطقة حلايب وشلاتين فى دولة السودان بدلاً من وضعها ضمن حدود جمهورية مصر العربية .

ولم يكتف أبوالنصر بذلك بل وقع الرجل عشرات البروتوكولات مع شركات وهيئات خاصة للقيام بأعمال من صميم عمل الوزارة ويوجد ألاف الموظفين يتقاضون رواتبهم للقيام بها ولا يتسع المجال هنا لذكرها لأنها أكبر واقعة إهدار مال عام في تاريخ الوزارة وأكثرها خطرا علي الأمن القومي المصري.  والأخطر أن الرجل الذي انبري مدافعا عن الاخلاق وفصل طالبين شربا " البيرة" في الفصل، هو نفسه الذي تغاضي عن الاهتمام بوقائع اغتصاب التلاميذ في مدارس خاصة ورفيعة المستوي في واقعة تكفي تماما للإطاحة به، ونستطيع القول في النهاية أن الدكتور محمود أبوالنصر هو الوزير الذي ضيع التربية وأفسد التعليم.
————————–
عبدالجواد أبو كب كاتب صحفي بروزاليوسف

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 8839 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.