الأربعاء , 1 مايو 2024

عادل عبد الستار العيلة يكتب: من الدم إلى العلم..!

= 2490

في سباق العقل والسلاح. . اتهمت أمريكا في 2018 روسيا إنها قامت بعمل مناورات قرب القمر الصناعي الأمريكي بهدف إسقاطه في أي اشتباك فضائي في المستقبل. . . ثم في 2020 اتهمت أمريكا وبريطانيا روسيا إنها تقوم بتطوير صواريخ مضادة للأقمار الصناعية بمعنى إنها تستطيع إن تسقطها وهي في مدارتها ومعروف أن العالم به يدور حوله 4500 قمر صناعي، ثم نجد شركة سبيس أكس تقول إنها تريد في المستقبل القريب أن تطلق 12 ألف قمر صناعي كي يساعد هذا على وصول الإنترنت مجاناً لكل العالم، هذا فضلا عن البحث في سطح القمر واكتشاف أجزاء منه والبحث في كوكب المريخ.

أيها السادة. . . الآن يأتي السؤال الأهم لماذا قلنا كل هذا؟ وأقول لأن هناك البعض يقول بكثير من السخرية أن هذا الكلام كلام كبير وضخم لا يستطيع عليه إلا الدول العظمى، أما العرب مالهم وكل هذا، وإنه بعيد جداً عليهم! ! فهم لا يشغلهم إلا الطعام والنساء فضلا عن الفساد والخطب الرنانة الفارغة من المضمون! ! وأقول بكل ثقة أن هذا ليس صحيح. . وإنه لا يجب أبداً أن تسيطر علينا حالة الإحباط واليأس تلك، وحتى لا يعتبر البعض كلامي أيضا مجرد كلام رنان خالي من المضمون فسوف أقدم لكم الدليل وهو. إنه معروف لدى الجميع أن هناك ثلاث قوى عظمى عسكرية في العالم الأولى هي أمريكا ثم روسيا ثم الصين. . ومعروف أيضا أن هناك ثلاث قوى عظمى اقتصادية في العالم هي أمريكا ثم الصين ثم اليابان. . .

ولكن الجديد والمفاجأة أن هناك أيضا ثلاث قوى عظمى علمية في العالم وهي الصين أولا ثم أمريكا ثم المفاجآه أن تصبح الهند هي القوى الثالثة في العالم علمياً وذلك أن أخر تقرير صدر من ( المؤسسة الوطنية للعلوم ) الأمريكية جاء فيه أن هناك 2 مليون ورقية بحثية خرجت للعلن في 2018 وصدر تقرير بهذا في 2020كان نصيب الصين فيها وحدها( نصف مليون ) ورقه بحثية والباقي لباقي العالم، واعترفت أمريكا بهذا والأغرب والمُدهش أن الهند جاءت في المرتبة الثالثة، وهنا يأتي الدليل وهو إنه حين قررت الهند الصعود للفضاء نالها كم هائل من السخرية من الغرب لدرجة أنهم قالوا من باب السخرية أن الهنود يسحبون معهم الماعز وهم صاعدون للفضاء، وجريدة كبيرة وشهيرة مثل نيويورك تايمز وضعت رسم كاريكاتير فيه صورة شخص هندي يسحب في يده بقره تصعد معه للفضاء، ورغم كل ذلك نجحت الهند فى ما اعتبره الكثيرين إنه أمر مستحيل، نجحت الهند فيما سخر الغرب منها، ولم تنجح وفقط بل أصبحت القوة العلمية الثالثه بعد الصين وأمريكا.

أيها السادة. . . إنني تذكرت كل تلك السخرية وعدم الإيمان بقدرة الهند للصعود للفضاء حين أعلنت الإمارات إطلاق مسبار إلى الفضاء. . فهناك الكثير من يقول وما زال يقول إن العرب ليس لديهم القدرة على تقدم خطوة واحدة للامام.

إن الإمارات أصبحت تخطوا على خطى الهند، فلقد نجحت الإمارات في أن تشترك في مشروع بحثي مكنها من إطلاق مسبار الأمل. . وهذا الأمر ليس جديد على الإمارات بل ترجع جذوره إلى عام 1976 عندما ذهب العالم المصري الشهير فاروق الباز وقابله الشيخ زايد مؤسس الإمارات وعرض عليه مشروع فضائي وتحمس لهذا الشيخ زايد. . . ثم جاء الجيل الثاني والقادة الجدد يحققوا ما تمناه زايد.

نعم لن تصبح الإمارات غداً من الدول العظمى علمياً ولكنه الأمل أيها السادة. . الأمل الذي به صعدت الهند للفضاء. . الأمل. . الاجتهاد. . بذل المجهود. . عدم الإحباط. . عدم الاستسلام للهزيمة النفسية. . الإيمان بأنه نعم نستطيع. . نعم قد استطعنا. . مبارك للإمارات التي يجب أن يسعد بنجاحها كل عربي فيكفي إنها ستغير الصورة الذهنية للعرب لدى الغرب. . تلك الصورة التي معظمها أخبار قتل هنا ودماء هناك. . واخبار داعش وإخوتها. . يكفي أنها ستنقلنا فوق جسور اليأس لنصل إلى شواطئ الأمل. . ومن الارتباك إلى تحديد الهدف، ومن يأس الماضي إلى أمل الغد، ستنقلنا من أخبار الدم إلى أخبار العلم
حفظ الله مصر. . أرضاً وشعباً وجيشاً وَأَزْهَرَا.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 9197 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.