السبت , 4 مايو 2024

عادل عبدالستار يكتب: فى رحاب أمى!

= 2010

—–

سألتني أبنتى منذ يومين هل ما زلت قلق من كتابة مقال عن والدتك ، فنظرت لها وقلت نعم ما زلت ، فنظرت لى بإندهاش وقالت لما ؟!! فقلت يا صغيرتى اخشى ان لا يحتمل قلمي إتكاءة مستمرة فوق السطور وأخشى أن لا تحتمل الورقة هذا الإنسكاب المترامي على جسدها ملوناً بشتى ألوان العاطفة . يا صغيرتي ان قلمي جماد لا يشعر ، جماد أخرس لا ينطق أظن أنها معادلة صعبة قلمٌ جماد وإحساس مُتدفق نحو أمى يدفع يدي للارتعاش .

ربما لم اقلق من كتابة اى مقال من قبل كما هو قلقى الان وانا اكتب هذا المقال تحت ذلك العنوان … ولا اندهش من هذا ، فكيف لمثلى ان يكتب عنها ، وهى من هى …. هى أمى … يا الله ، هل حقا سأكتب عن أمى ، وكيف لى بكلمات وعبارات ومفرادات أستطيع بهم ان اكتب عنها … فهى أمي التى أراها دائما ينبوع التضحية الذي لا يجف، و بحر الأمل الذي عن العطاء لا يكف، و الشمس التي لا تغيب ولا تحيد. فكيف عن تلك القامة سوف اكتب ، وهل لمثلى تلك القدرة حقا ؟! فأين نور السهى من شمس الضحى ، وأين الارض من السما ، وأين الثرى من كوكب الجوزاء .

أيها السادة … مهما كبرنا ومهما تقدّم بنا العمر تبقى حاجتنا وحنيننا إلى الأم فوق كل الاحتياجات، تبقى روحنا تحيا بوجودها، وشوقنا إلى أحن صدر وأطيب قلب بازدياد لا ينقص مهما أخذتنا مشاغل الحياة، فمكانها بالقلب ، وصوتها منغرس بأحشائنا، وجودها يعني الحياة وفراقها يعني الموت فى صورة الحياة الزائفه …

حبي لكِ يا أمي حقيقة يملأ الأكوان لأنّك منبع السكينة والحنان، أحضانك هى بَر الأمان، قلبك يا أمي مأوى من تحول الأزمان إذا إنقلب الأصدقاء والخلان ، أمي يا حباً أهواه، يا قلباً أعشق دنياه، يا شمساً تشرق في أفقي، يا ورداً ملئ البستان
أمّي يا من غرست حُبّ الله في فؤادي، ورسّخت عقيدة التوحيد في أعماقي..يا من كنت لي أُمّاً في الحنان، ومعلّمة في الأخلاق، و صديقةً في النصح والإرشاد.. نصائحك نورٌ أسير عليه في حياتي، وابتسامتك جعلتى احتفظ بتلك الطاقة الأسطورية داخلي .. الأمل ..
أمى.. هى ذلك الوطن الذى أعيش فيه ويعيش فى ، هى محراب العلم الذى ابتدائا فيه تعلمت ، كلماتها هى المرجع الذى ارجع اليه حين يختلط علىّ الامر فتكون كشعاع النور الذى يهدى للطريق
أمى .. التى علمتنى ان لا احزن على احلام صغيرة لم تتحقق ما دام هناك حلم كبير مازال فى الإمكان
أمى .. التى علمتنى ان احرص على بقائى على قيد الإنسانيه قبل حرصى ان أبقى على قيد الحياة
أمى.. التى علمتنى انه حين تعطى زوجتك الاحترام ستعطيك هى كل شئ… وعلمتنى أن من يهين أمرآه او يبكيها فهو ذكر لم تكتمل رجولته بعد
أمى … التى علمتنى …ما تعلمته بعد ذلك من استاذى المسلمانى وبمفرادات مختلفه …المعرفه تسبق الموقف …والرؤية تسبق الرأى …و إكتمال الوعى يسبق مكارم الاخلاق .
أمى .. هى شمس نهارى وقمر ليلى هى نهر الحب وشلالات الحنان ، هى الأمل والرجاء ، هى جودة الحياة بل هى الحياة ذاتها

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11413 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.