الأحد , 28 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: انتبه ايها المغترب!

= 1952

رأيته يخرج من المسجد متكئا على صديقه وقد تجاوز سنه الـ 60 عاما…ولا تستطيع ان تحمله قدماه … وقد تأثرت كثيرا بهذا المشهد …وقد دفعنى هذا التأثر للسؤال عن الرجل …وعرفت انه هنا فى الغربة منذ 32 سنة … وقد زوج ابنائه جميعا … بل اصبح له احفاد كثر …ورغم كل هذا مازال الرجل هنا !!

ومن هنا جاءت فكرت المقال … و هدفى من المقال عدة اشياء ارجو ان ينتبه لها القارئ الكريم :

اولا… تعديل المفهوم:

علينا جميعا ان نعلم ان السفر وسيلة وليس غاية … وانه جسر نعبر من خلاله للوصول إلى هدفنا وليس مستقرا نقف عليه .. وحين تتحول الوسيلة الى غاية فعلينا جميعا ان نعلم ان هناك شئ غير طبيعى سوف يحدث.

ثانيا … لماذا تأجيل الحياة ؟!

كثيرا مما اراهم هنا فى بلاد الغربة ينتهجون منهج تأجيل الحياة بكل معانيها …. انا لن اشترى ملابس جديدة هنا ..هاشتريها عند نزولى الاجازة .. انا سوف أكل اى شئ ..وحين أنزل اجازة هاكل كل شئ فى بلدى وفى بيتى …انا لن ادخل سينما ..هادخلها حين اكون مع اسرتى ..وهكذا وهكذا …هذا التأجيل يا سيدى ليس فى محله تماما …اولا لانك لا تعلم اساسا ستعيش للغد ام لا !!

ثم ما قيمة ان تحى كل ايامك بتلك الطريقة الهامشية على أمل ان تحى حياتك فى بلدك …يا سيدى عليك ان تعيش هنا والان …ليست دعوة للاسراف ولكنها دعوة للحياة فما انت فيه انما هو الموت فى صورة الحياة الزائفة.

ثالثا …. ماذا عن زوجتك وابنائك ؟

على المغترب أن يعى جيدا إنه كأب وزوج ليس كل دوره ان يصبح بنكا يحول الأموال الى اسرته وفقط … او أن تقول ليس ناقصهم شئ هم يأكلون ويشربون!!

يا سيدى حتى الحيوانات تأكل وتشرب … ليست هكذا تستقيم الامور …انت كأب لك ادوار اخرى ..الرعايه ..النصح ..الارشاد ..التربية .. ثم هناك أمر مهم للغايه وهو قيمة الوجود … وجود الاب فى حد ذاته قيمه يشعر بها الابناء …الاحساس بالامان .. الاحساس ان هناك مرجع يستطيع الولد او البنت الرجوع له وإليه .

وانت كزوج لك ادوار ايضا اخرى غير المال وفقط … فهناك الرعاية والاهتمام واحساس الزوجة ان زوجها بجوارها يشعرها بالدفئ والامان..

ما اقوله ليس دعوة منى لعدم السفر …بل السفر مطلوب خصوصا فى ظل تلك الظروف القاسية التى نعيشها ..ولكن دعوتى هى وضع خريطة طريق لهذا السفر وان لا يتحول من وسيلة الى غاية.. وان تكون هناك رؤية واضحة لهذا السفر … أما أن يصبح السفر رحلة بلا حدود وبلا نهاية فإنك بذلك تفسد حيث أردت الاصلاح وتهدم حيث أردت البناء …

ومن الضرورى جدا أن يكون هناك إتفاق وتفاهم بين الزوج والزوجة فى هذا الامر …فهى إنسانة لها حقوق ولديها إحتياجات جسدية ووجدانية ..ثم طول البعد يفقد العلاقة الزوجية والاسرية الحب والرحمة والمودة والانسجام وتلامس الافكار ويصيبها بكثير من الرتابة والتراكمات السلبية …ثم هناك شئ آخر مهم .. و أتصور انه من الضرورى هنا ان اذكر شئ مما ذكره الطب النفسى يتلامس مع تلك النقطة …. يقول الطب النفسى … ان هناك 19 نوعا من انواع الخيانة بالنسبه للمرأة..

ولكن هناك نوع واحد فقط من الـ 19 نوعا يتحمل الزوج مسئوليته …وهو ما يسمى بالخائنة الهاربة…ولكن قبل أن نوضح هذا علينا ان نشير … اننا لا نبرر الخيانة مهما كانت الاسباب والدوافع فكلها مستقذرة ومرفوضة ومحرمة شرعا …. ولكن نحن هنا نفسر ولا نبرر… الخائنة الهاربة هى الوحيدة التى لم تأخذ قرار الخيانة مسبقا على خلاف الـ 18 نوعا الآخرين ولكن الخائنة الهاربة ..ونقصد بالهاربة انها تهرب الى الخيانة من إهمال الزوج وعدم رعايته لها وعدم احترامه وتقديره لها …

فتهرب الى الخيانة كمسكن لتلك الالام وحين تقرر هذا لم تكن تنوى ان يصل بها الامر الى الخيانة الكاملة ولكن تجد نفسها مع الوقت تورطت فى هذا ….لهذا نقول ان الزوج بإهماله وعدم رعايته يتحمل ما وصلت إليه زوجته .( ليس بالضرورة كل من أهملها زوجها تخونه…لكن حين تكون الشخصية تعانى من بعض اضطراب الشخصية ويصادفها إهمال من الزوج تكون عرضه اكثر من غيرها للخيانة).

لذلك على المغترب ان يضع كل تلك الامور فى ذهنه … عليه ألا ينسى دوره الحقيقى ووظيفته الحقيقية تجاه اولاده واسرته وزوجته … وعلينا جميعا ان نعلم ان بناء الانسان اهم بكثير من بناء البنيان.

(حفظ الله اسرنا … حفظ الله مصر … ارضا وشعبا وجيشا)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6582 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.