حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
نقابل في حياتنا كثيرا من الأشخاص الذين ينتمون إلى الشخصية الهزلية، فتجده معظم الوقت هزلي في تصرفاته وكلامه، اعتقادا منه إنه خفيف الظل أو (دمه خفيف) ومع استمرار هذا السلوك والأسلوب يصبح شخصا مملا ويفقد احترام وتقدير الناس له، ويصبح لا قيمة له. ولكى نفهم الاسباب النفسيه وكيف واين كانت بداية تلك الشخصيه فى التكوين وكيفية التعامل معها علينا أن نسأل عدة أسئلة ونجيب عليها
السؤال الاول… متى تنشأ تلك الشخصية او كيف وأين كانت بداية؟
دائما ما تبدأ الشخصية الهزليه فى الظهور فى مرحلة المراهقة… المراهق يستكشف نفسه، ويستكشف هويته، فأحيانا يلعب دور الرجل الوقور الرصين، وأحيانا يعيش دور العالم المفكر، والشخضيه الهزليه صاحبها اثناء المراهقه اختار أن يلعب دور صاحب الظل الخفيف ويظل يمزح ويمزح فأذا من حوله قابلوا هذا النمط بالاعجاب يحدث لديه إرتباط شرطى بين ما يقوم به وبين إعجاب من حوله وهذا يسبب له متعه ونشوة فيستمر فى هذا النمط ويكبر عليه لكن يتم رفض هذا النمط فيما بعد لكنه حينها لا يستطيع أن يتوقف عنه لانه كبر ونشأ على هذا، لذلك على الوالدين حين يجدون هذا يسعون بربط ما يقوم به أثناء المراهقه بالقيم والاخلاق الحميده، ولا يسمحون له بالتمادى فى هذا الامر لكن دون إصطدام به لانه حينها سيعاند ويقاتل من أجل الاستمرار فى هذا النمط والسلوك.
السؤال الثانى… ماذا نفعل مع زميل العمل الهزلى؟
1/ دائما ما نسعى لدفعه او جذبه الى حوار جدى او أمر جدى ولا نقبل منه تلك الهزليه او السخرية فى كلامه واسلوبه، وحينها سيكون مضطرا أن يجارينا فى الحوار الجدى فيتحول الحوار من الهزار والهزل الممل الى شيئ إيجابى مفيد.
2/ نتجاهل هزله وسخريته وكآنه غير موجود وحينها سيشعر إنه اصبح غير مقبول وأن هزله غير مرغوب فيه، وأن هذا أفقده قيمته فى عيون زملائه، وحينها سيكون مضطرا الى تخفيف وإيقاف ما يعتقد هو إنه (خفة دم) وإلا اصبح شخص منعزل ومنبوذ من زملائه، وربما أثر هذا على تقدمه المهنى او الوظيفى.
السؤال الثالث… ماذا تفعل الزوجة إذا ما أبتلاها الله بمثل هذا الشخص؟
1/ فى البيت… فى كثير من الاحيان تلك الشخصيه الهزلية يصل بها الحال الى عدم القيام بواجبتها الاسريه تجاه بيته وأولاده وزوجته، لذلك على الزوجه أن تتعمد أن توكل إليه المهام التى يخشى فيها الفقد، بمعنى أن توكل إليه المذاكره للابناء مثلا بحجه إنها لا تعرف كيف تذاكر للاولاد، او بحجه أن الاولاد أصبحوا لا يستجيبون معها، وهنا سيخشى هو على ما يمكن أن يفقده لانه سيخشى على اولاده ومستقبلهم الدراسى، فهنا سيستجيب لطلب الزوجه وهكذا يكون قد قام ببعض واجباته تجاه اسرته، او أن توكل إليه إرسال وإحضار الابناء من المدرسه او الدرس او النادى وهكذا، ويمكن القياس على تلك الامثله بأمثله أخرى كثيرة كلا حسب ظروفه وطبيعة بيته (اقصد هنا الزوجه) تبحث هى عن الطريقه التى يمكن لها من خلالها دفع زوجها للقيام بواجباته ودوره تجاه اسرته وبيته.
2/ خارج البيت… مثل الزيارات العائلية… من الافضل أن لا يظل صاحب الشخصيه الهزلية وقتا طويلا فى الزيارة لانه وبعد ثوانى من الجلوس سيبدأ فى ممارسة الهزل والمذاح مما يجعله يفقد الكثير من إحترامه وقدره، وهذا سيحرج الزوجه والابناء، لذلك عليها أن تحرص على أن لا تطول الزياره حتى لا يراه الناس تافها، وإذا كان لا بد من أن تطول الزياره فعليه أن يحضر فى بدايه الزياره ثم يخرج ثم يعود مره اخرى فلا تظهر تلك التفاهه عليه، ويصبح الامر محدودا..
أخيرا… صاحب الشخصيه الهزلية عليه أن يستبصر بذاته ويستبصر بنفسه وحينها عليه أن يسعى للتغير من نفسه ومن سلوكه وأسلوبه حتى يحافظ على قدره وكرامته.
حفظ الله مصر… أرضا وشعبا وجيشا وأزهرا
———————————————————-
* مدرب معتمد للعلاقات الأسرية والزوجية
