الأربعاء , 8 مايو 2024

شاهندا البحراوي تكتب: من يوقف هذه الكارثة الخطيرة؟

= 1326

Shahenda El Bahrawy


يتحول مجتمعنا بين الحين والآخر من ظاهرة إلي ظاهرة أخري فمن "العنوسة إلي العزوف عن الزواج إلي الزواج العرفي إلي زواج المسيار إلي زواج فريندز..وأخيرا هذه ظاهرة أخرى، أصبحت للأسف منتشرة بشكل غريب في المجتمع المصري خاصة والعربي عامة، هي ظاهرة "المساكنة"، وهي عبارة عن عقد شفهي بين إثنين ذكر وإنثي يلتزمان فية بالعيش المشترك في بيت واحد دون وجود عقد زواج بينهم!

ومن الطبيعي رفض مجتمع له عاداته وتقاليده وتمسكة بالأمور الدينية لمثل هذة الظواهر.. ولكن هل رفضنا للظاهرة يعني إنها ليست موجودة ومنتشرة بهذا الشكل؟

الأمر الغريب إن هذه الظاهرة تعتبر سرية أو غير معروفة لدى الأهل فقط، ولكنها منتشرة بين الشباب بشكل مفزع مما يؤدي إلي القلق والخوف علي سلوكيات المجتمع المهددة بالدمار نتيجة لتقليدنا الأعمى للعادات والسلوكيات الأجنبية.

وعند دراستي لهذه الظاهرة وجدت إن العديد يبررون فعلتهم على اعتبار إنها ليست غريبة.. وإننا متحاملين علي الغرب في هذا المنطق العقيم..وإن المساكنة ليست بالضرورة السكن الدائم مع الشريك ولكنها لفترات معينة من اليوم.. والأمر الذي دفعني للبحث حول هذه الظاهرة وإنتشارها بهذا الشكل هو ما يحدث في بلدنا اليوم نتيجة لأفكارنا العقيمة وللعادات والتقاليد السخيفة مثل التمسك " بالشبكة _ العفش وخلافة "!

بجانب إنتشار البطالة وعدم تربية الآباء لأبنائهم، أو تشجعهم علي تحمل المسئولية، وللأسف السبب الأخطر هو الفشل الذريع للمؤسسة الدينية بمختلف ألوانها.. ودليل أيضا علي غياب المؤسسة المعرفية اللازمة للحرية والسبب الذي أدى إلي لجوء العديد لهذه الظاهرة وإنتشارها هو التخلي عن المسئوليات الأسرية والاكتفاء بالعملية الجنسية،
وهنا يلد في خاطري سؤال:

هل إنتشار ظاهرة المساكنة عند الشباب نتيجة علاقة جنسية فقط أم هو زواج من نوع التفافي ويتم اللجوء إليه لعدم القدرة المادية لتكاليف الزواج ؟

للأسف يضعف الكثير أمام هذه الظواهر نتيجة للضغوط الحياتية والعراقيل الذي تضعها العادات والتقاليد وقلة الوعي الديني وعند عمل أبحاث تبين أن عدد

63% رفضوا الفكرة
وأن 23% قبلوا الفكرة

هذه النسب تعد مؤشرا خطيرا جدا لقبول البعض لمثل هذه الظواهر..ولكن الغريب في الأمر أن الغرب رغم اباحتهم لهذه الأمور لعدم الإحساس بالمسئولية الأسرية والتحرر وما شابه ذلك، ولكنهم يريدون زوال هذه الظاهرة وما شابهها من ظواهر لأن هذة الظواهر سرعان ما تتحول إلي زواج دون زواج!

والزواج هو علاقة نفسية أكثر ما تكون ورقية أو توثيقية أو دينية أو مجتمعية، لأنه في النهاية كلمة بين إثنين والباقي هو توثيق للعلاقة فقط!

لذلك..لابد من تحرير مجتمعنا العربي من مثل هذه الظواهر الغربية.. وتمسكنا بديننا.. وتيسير أمور ونفقات الزواج للشباب.. وتربية أولادنا على أن العمل عبادة مهما كانت نوعيته طالما أنه محدد بإطار أخلاقي ومجتمعي سليم.

شاهد أيضاً

ياسر عامر يكتب: “يا باشا كل سنة وأنت طيب”!

عدد المشاهدات = 2292بعد ما ولي الشهر الكريم وكلنا الكعك والبسكويت والرنجة ومر علينا العيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.