السبت , 4 مايو 2024

شاهندا البحراوي تكتب: غدا تشرق الشمس

= 4232

Sun Rize


اليوم هو ذلك الغد الذي كان بالأمس يقلقني ..ليس على المرء إلا أن يسعى، وليس عليه إدراك النجاح.. إذا أردت أن تحب فبقلبك.. وان أردت أن تفكر فبعقلك..ولكن المسافة بين القلب والعقل مشوار طويل.. ومن هنا تكون البداية ..

مثل الفراشة التي ظلت تهيم حول مصباحها سنوات مقابل عذابها من اللسعات المتتالية..تحملت هذا العذاب.. واعتقدت ان المصباح ملكها حتي انطفأ المصباح.. وتناثرت كل أحلامها في الهواء.. هذا هو حال معظمنا..من المؤسف ان الألم يذكر صاحبه فقط.. اما الآخرون فطبعهم النسيان.. ولكن علينا ان نزن الأمور بميزان العقل.. وتقودنا في ذلك بصيرة القلب.. كل منا لديه أفكار وطموحات وأشخاص لا يستطيع الاستغناء عنهم.. ويعتقد انه عند خساره أيا منهم دائما يلوم القدر.. ويعتقد انه لهم بالمرصاد..

كل يعتقد انه هو المظلوم الوحيد على وجه الارض ..لا خلاف في كونه مظلوم ولكن الخلاف في من ظلمه.. هو يعتقد القدر أو النصيب كما يطلق البعض ..ولكن الحقيقة أنه هو "نفسه".. كل شئ في الحياه مقدر.. ولكن الله أعطى لنا العقل.. وأعطي لنا الطريق.. ووهبنا الأمل والثقة وحسن الظن بالله.. الموهوم بأنه لم يستطع تحقيق حلمه لو قام بترتيب أولوياته وإخراج الأفكار السجينه داخل عقله وادخال افكار جديدة.. والمرونة في طبعه.. سوف يستطيع الوقوف أمام العالم بأكمله لتحقيق أهدافه وطموحاته..

لكنه للأسف يعتقد بفكرة واحدة.. يقوم بسجنها داخل عقله.. ويرتب حياته علي أساسها.. حتي لو كانت هذه الفكرة فاشلة.. وهذا ما يسمى بسجن الافكار.. نعم انها الافكار السجينة التي يتمسك صاحبها بها ولا يريد تغير اي شئ من حوله.. ويقوم بإلقاء اللوم والعتاب علي كل من حوله.. ولا يري نفسه فيوجه لها بعض النصائح.. ويظل كما هو دون تغيير طيلة حياته..

يذكرني هذا بقصة الصياد الذي كلما اصطاد سمكة كبيرة قام بإلقائها في النهر..ويأخذ فقط السمك الصغير.. وعندما نظر إليه كل من حوله بدهشة واستغراب.. كان رده بكل تلقائية إنني لا أملك مقلاة كبيرة.. وهكذا يتنازل البعض عن الأحلام الكبيرة.. ويرضى بالصغير لامتلاكهم هذه المقلاة الصغيرة.. وهي الظروف التي يتخذها كل منا شماعة يعلق عليها فشله.. لكن لو فكر الانسان قليلا لماذا سخر الله له الكون بأكمله..ولماذا ميزنا عن باقي المخلوقات بالعقل..

لو فكرنا قليلا في هذين الأمرين لوجدنا أننا اقوي المخلوقات.. وان كل منا بداخله قوه كامنة يستطيع من خلالها تحقيق جميع احلامه.. مع مزيد من الصبر والكثير من الثقة بالله.. وان اي فشل في حياة اي شخص ليس من ألاعيب القدر.. ولا من سوء النصيب كما يطلقون.. ولكن من سوء التفكير وسجن بعض الاشخاص لأفكارهم..

المطلوب باختصار هو تحديد هدفك.. تصميمك وارادتك.. الأمل وحسن الظن بالله.. الثقة والتوكل علي الله.. وأخيرا إلغاء كلمة "مقدرش" أو "مستحيل" وضع بدلا منها "هعرف" و"هقدر" و"هتوكل علي الله".

 

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 5514 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …