الجمعة , 3 مايو 2024

سلامة طرمان يكتب: الوطن للجميع..!

= 1880

مصر من قديم الأذل نسيج واحد دون الاعتبار لاختلاف الأديان والعقائد الدينية منذ الفراعنة والعمل بمفهوم المواطنة المعروفة فى ذلك الوقت ولقد عرفوا بالتوحيد الأولى وكانت مصر مهبط الأديان والرسل وكانت لسيدنا موسى مكاناً وعيسى ملاذاً من اضطهاد الرومان، وقد أهتم رسولنا الكريم بأهل مصر وقبط مصر أحتراماً وتقديراً وقد أنعكس ذلك عندما أوصى أصحابه بالهجرة من ظلم كفار قريش حينما قال أن فى بلاد الحبشة ملكاً عادلاً ولا يظلم عنده أحد وكان هذا الملك يدين بالمسيحية ووجدوا عنده الأمن والأمان وعادوا إلى مكة سالمين.

وقد عبر الشيخ محمد عبد الفتاح وهو من علماء الأزهر (وكيل وزارة الأوقاف القاهرة ) فى إذاعة القرآن الكريم فى يوم 24/6/2013 فى برنامج (غذاء الروح ) موضوع شيق يعبر عن الوحدة والترابط والأخوة لدى أبناء الوطن وقد بين لنا التاريخ مدي توحدهم فى المحن والشدائد بمنظومة (أبناء وطن واحد ).

وقد ظهر هذا فى بداية الفتح الإسلامى فى عهد عمر بن العاص فى فتح مصر أول ما قام به إرجاع الأب بنيامين من منفاه 13 عاما من إضطهاد الرومان وعمل على الذهاب إليه لمقابلته واستقباله ورحب به عمر بن العاص، وأول ما طلب به هو كيفية تسيير استقلال شئون الأقباط بأنفسهم فوافق عمر بن العاص بل أمنهم على كنائسهم أيضاً عند فتح عمر بن الخطاب للقدس سلم مفاتيح الكنائس لكبيرهم وأمنهم على كنائسهم وعدم السكن فيها وأن تكون فى حماية المسلمين.

وفى القرن التاسع عشر تجلت مشاعر الوحدة أثناء ثورة 19 بتوحد الهلال والصليب تحت شعار (الدين لله والوطن للجميع)، ولا ننسى الأنبا سجريون مع رفيق كفاحه الشيخ القاياتى (محمد بن عبد الجواد ) بتوحدهم دفاعاً عن الوطن (ثوره 19 )، و أثناء حرب أكتوبر تلاحم قوى الشعب بكافة أطيافه من مسلمين ومسيحيين من أجل وطنهم.. أيضاً فى ثورة 25 يناير لا ننسى كلمات البابا شنوده الطيبة ومقولته الشهيرة (أن مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطناً يعيش فينا ) فبادله الشيخ الطيب (شيخ الأزهر ) بقوله: “على المسلمين أن يحموا الكنائس”، وهذا تعبير عن وحدة نسيج الوطن.

يا شعب مصر لا ننسى تربص الأعداء أن الفرقة والخلافات تؤدى إلى الضعف ثم الاختراق(سقوط الوطن ) ونصبح شعبا بلا هوية أن الوطن هو قيمة الشعوب أن مشروع بيت العائلة الذى تولاه الأزهر والكنيسة دون النظر للمسميات لكل من جذوره مصريه وعدم الاقصاء والعمل بمنظومه (كلنا شركاء الوطن ) هو بمثابة الوحدة الوطنية ويعتبر منارة الأمة فلتحيا الوحدة الوطنية بكافة أطيافه مسلمين وأقباط بدون اقصاء لكافه التيارات (فالوطن للجميع)..

وحمى الله مصر وشعبها العظيم

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10942 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.