الأربعاء , 8 مايو 2024

رفيدة المقدام تكتب: عزاء الإنسانية..!

= 4250

الرحمة بعيدا عن ذلك العالم المكتظ، وحدك تعلم يا حبيبي يا الله كيف يشتاق لك ذلك القلب العليل الذي تأوبه أطياف الحياة من كل صرح ليتذوق عثراتها ووجيعتها ومخاوفها وتدثرات أهوائها لتري عينه تلك السحب الشائكة بغيمة الكراهية والحقد وطبائع الأتربة ،ليتذوق مع كأسها المرير المنصب بوجيعة قالحة وإدمان الإنتهاك، ليجاور تلك الأجنحة الطائرة التي تقتنص فرائس النفس ومن ثم تغادرها بعد ترك مخلبيها ليلامس مراوغات العالم وتستوطن الدماء برمق بارد خليط التراب ويحها تلك النفس البشرية كأنها علي أشرع نوافذ الإنقراض.

ماذا يعني ذلك!؟ نحن بالفعل نتبعثر أم نلوذ بالفرار من آدميتنا!؟ أم نبيت مبيت الغائب الصامت الركين ذو القرون القامحة والعين المكتظة والأنياب العدائية.

إننا نميت لنحيي ذلك الوحش بداخلنا يمتد علي فراش أعراضنا وينتهك حرمتنا ونحن نداعبه بالإنحناء والسلام وقرابين الحب!

عذرا الخوف الإنهزام الإنكسار التعري المذلة الركون الخضوع المهانة الترحاب قرابة الهلاك وعرس زفاف عنوسة الرجال وقنديل عرق الكرامة والعروبة. برأيك هل بتنا في صراع النفس ومهالك إنسانيتنا؟

أين تلك الوسائد الهشة التي لطالما أدانت الصراعات الداخلية والتفرقات العنصرية والعرقية والجنسية والدينية، إن القمقم الذي نبيت فيه كطائر يتغذي ليملأ قاعه المتسع لينعم بالنوم في مبيته الخالد لا يكترث محاولا الطيران أن يحلق أو يلوذ بالفرار من ذاته الساكنة الراكدة أن يقاوم حيل الإغراءات تلك.

برأيك هل نختلف عن الآخرين؟

إن المنعطف الآخر الذي غابت عنه أعينكم هو أننا في نفس الجهة المدمرة والهالكة، نوحي بصدد الإرتقاء إلي قاع المحيط.

المشكلة أننا أنفسنا الدمار وأرواحنا الفريسة.

إن رأينا أن هناك فوارق فهذا يؤكد عدم محاكتنا بنظرة ممعنة لبواطن الأمور.

الواقع أن الدول العربية سميت عربية لا أدري ألهذا التعبير تأثير بنفوسكم نحن أمة بلسان عربي مبين أمة تشد بنيان بعضها البعض، كبنيان وصف وجسد واحد لا تشوبه شائبة.

ما أراه اليوم علي الصعيد العام بات في عرقيتنا وعروبتنا نفوذ ودواخل علمانية تبيد وتؤكد دواخل المخطط الصهيوني، عندما نتحدث لا نتحدث عن قطر أو عضو من جسد بل نتحدث عن جسد واحد إذا فسد منه عضو فسد الجسد كله، القضية لم تعد مصر والسعودية إنما القضية العربية والنيام الخافتة.

لكن ماذا فعلنا؟

لقد حاولنا إنقاذ الوضع في بادئ الأمر وسرعان ما قفزنا من مركبتها التي بانت حطام تغرق وسط المحيط.

إن لم تكن تلك قضيتكم فقضية من تكون؟

لن تتجرأ حرفي مطلقا علي إهانة موطني العربي لأنه إهانة لي ..فقط أنظر معكم للأمور من كافة الجوانب

أريد أن نفيق من كأس التفرقة التي شربناه مؤخرا..أريد أن تعود كرامة المواطن العربي

لكن ماذا نحن فاعلون؟

إن الأمة العربية الإسلامية أصبحت وهنة وهشة فقد غابت عن راية الحق ونازعت هويتها العربية الإسلامية وأوقعت بأخلاقها السامية وبانت إعدام كل دوافع الإنسانية نحن كهرم مقلوب.

سلام عليكم جموع العرب..سلام عليكم وداع الإنسانية!

شاهد أيضاً

ياسر عامر يكتب: “يا باشا كل سنة وأنت طيب”!

عدد المشاهدات = 1499بعد ما ولي الشهر الكريم وكلنا الكعك والبسكويت والرنجة ومر علينا العيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.