الإثنين , 29 أبريل 2024

رشا الشايب تكتب: المستفيدون من كورونا..!

= 1958

منذ أن تملكت كورونا من جنس بنى آدم وسيطرت على البشرية بغير أدنى قدرة من البشر على كبح جماحها ووقف اجتياحها وحصدها للأرواح أو حتى التعرف على زمن انقشاعها أو استخلاص معايير منهجية علمية واضحة تضمن الوقاية من الفيروس أو علاجه، فلا يزال العالم حتى الآن يحبس أنفاسه مع تزايد أعداد المصابين والذين قد تجاوز المليون وأعداد الوفيات والذين بلغوا الآلاف.

وفى الوقت الذى ينشغل فيه العالم المتقدم فى كشف اللغز الغامض لهذا الفيروس وتسخير كل الإمكانيات والانخراط فى عمل أبحاث لاستخلاص الدواء المعالج له أو تطعيم ضده، وفى الوقت الذى انشغلت فيه الحكومات والدول بالعالم فى كيفية احتواء المصابين فى أنظمتهم الصحية مع توفير سبل الرعاية الطبية المستحقة لهم، مع العمل بضراوة على توفير السلع الضرورية للمواطنين فى ظل شلل تام فى جميع نواحى الدولة الاقتصادية نتيجة لعزل الناس إجباريا فى المنازل وفرض حظر التجوال عليهم.

تجد على النقيض فى الناحية الأخرى من الصورة، مجموعة غير قليلة من المنتفعين الماديين الانتهازيين المستفيدين وهم (الطائفة السوداء) معدومو الإنسانية ومنزوعى الضمير، والذين يتاجرون بآلام الناس ويرقصون على دمائهم ويتلاعبون باحتياجاتهم ويفرحون بمصائبهم ويتمنون استمرارها من أجل كسب حفنة من المال ونفع مادى رخيص.

وهؤلاء تجدهم ظاهرين وبشدة فى أزمة كورونا مهما اختلفت أنواعهم وتعددت ألوانهم فيربطهم شيء واحد هو تحقيق أقصى استفادة مادية ممكنة حتى ولو على جثث الناس.

وهؤلاء وجدتهم فى ثلاثة أنواع منذ اندلاع الأزمة، أولها بالتأكيد هم الجشعون المحتكرون والمتلاعبون فى أسعار المستلزمات الطبية وباقى السلع والخدمات استغلالا للأزمة وكسبا للمال حرام، ولن أنسى هنا أن أوجه الشكر للحكومة المصرية على ضبط هؤلاء المتلاعبين وتوفير السلع المطلوبة وطرحها فى الأسواق.

أما ثانيهما هم عصابات الانترنت وهؤلاء مجموعة من المنتفعين الأشرار، فحينما وجدوا أن هناك شعورا عاما أو رغبة جمعية عند الناس فى مساعدة الأسر المتضررة جرّاء أزمة كورونا، إلا وتجدهم قد تحركوا وبسرعة فأنشأوا صفحات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعى بحجة مساعدة المساكين منتحلين أسماء شخصيات عامة أو جمعيات خيرية معروفة من أجل طلب المال من الناس إلكترونيا عن طريق التحويل البنكى أو إرسال مندوب مزيف للضحية لتحصيل الأموال..

أما ثالثهما، فهم أصحاب الفيديوهات المنتشرة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى والتى لا يهدف أصحابها – إلا ما رحم ربي- إلا لتحقيق نسب مشاهدة عالية لتحقيق نفع مادى استغلالا للأزمة، فيذكرون ادعاءات وينشرون إشاعات ويكشفون مؤامرات وهمية ويستعرضون حلولا جهنمية لا تمت للواقع بصلة، وكلها أكاذيب ومعلومات منقوصة مغلوطة لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء البحث عن مصادر حقيقتها، وكله من أجل كسب المال حتى وإن كان على حساب نشر الرعب بين الناس.

————————

* عن بوابة أخبار اليوم بالتنسيق مع الكاتبة.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7300 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.