الثلاثاء , 30 أبريل 2024

رسالة لسفير الدراما المصرية الفنان القدير أحمد عبد العزيز

= 1599
الفنان أحمد عبدالعزيز

مقال بقلم : وفاء أنور

سأصف بكل صدق تلك اللحظات التي مررت بها منذ بداية فكرة كتابتي عن هذا الفنان العظيم توجهت لنفسي قائلةً : هل سيمكنك بالفعل التعبير عن هذا الكم الهائل من المحبة الذي يحمله له في قلبه كل مواطن مصري ، وعربي؟! إنه صرح فني فريد ! عودي إلى رشدك فانظري ماذا ستقولين؟

كيف لكِ أن تختزلي كنز مفردات اللغة في سطور للتعبير عن عظمته ، وعظمة فنه ! سأصحبكم معي يارفاق في محاولتي ، سأوضح لكم في كل خطوة أسباب حيرتي . إني كلما هممت بالكتابة تأتيني الشخصيات التي جسدها الفنان الواحدة تلو الأخرى ، وتقول : بمن فينا ستبدأين ؟ فكلنا عظماء.

ألتفت حولي لأجد خليل حسن خليل بمسلسل الوسية يسير بثات نحوي ، وبعزة نفس رأيناها ، وتأثرنا بها أثناء مشاهدتنا له بالمسلسل بإصراره على الوصول أولًا فأقتنع به ، وأتوقف لحظة لأجد شخصية البدري أبو بدار في مسلسل ذئاب الجبل مهرولًا نحوي بتعصبه ، وعناده ، وهو مازال في بداية المسلسل قائلًا : وكأنك قد جننتِ هل ستبدأين بغيري ، فأنظر إليه ، وقد تملكتني الحيرة حتى أكاد أبكي ، فيعود ليرفق بي في شخصيته الثانية بالمسلسل ذاته رجل الأعمال المتعلم والمثقف الذي اعتاد الهدوء قدر المستطاع فاروق القناوي ذلك الرقيق المتسامح ، وقد بدت ابتسامته الآخاذة تربت على مشاعري برفق لاطمئن فأهدأ ، وأسعى للبدء في الكتابة مرة أخري ، وما أن يبدأ قلمي في التعبير عما يجول بخاطري ؛ فإذا به يأتي مسرعًا مجسدًا دور يوسف في مسلسل المال والبنون كي يحدثني قائلًا : كيف ستبدأين بغيري ؟! أنا كنت ذلك الابن البار بوالده ، وأهله ، وبمصر كلها حين عانيت من ظلم الأسر بمعسكر الأعداء ؟!

فأصمت تمامًا ، وأعود إلى حيرتي الأولى ، وأنا بيني وبين نفسي أتساءل : من أنت يافنان ؟! لقد قمت بتمثيل دور مصر كلها ! لقد رأينا وقوفك إلى جانب عمالقة الدراما المصرية بكل ثقة ، وثبات منذ بداية مشوارك الفني ، وحتى الآن.

لست هنا بصدد الحديث عن الأعمال الفنية لهذا الفنان القدير ؛ إنما أنا هنا لأكتب الرسالة التي أردتم أن تبعثوا بها إليه . الرسالة الموجهة إليك فناننا المبدع هى : نحن ننتظر عودتك إلينا من جديد بكل شغف . كفاك ابتعادًا . نحن نقدر لك ابتعادك عن فوضى المتاح من الأعمال الفنية في الوقت الحالي فنحن نعلم جيدًا أنك ممن يقدرون الفن ، ويرونه رسالة تقوم بتشكيل وجدان الشعوب . نعلم أنك آثرت الابتعاد ، ونقدر لك ذلك ، ولكنك تأخرت علينا ؛ ولهذا سندعوك مرارًا ، وتكرارًا أن تعود إلينا من جديد . نحن جمهورك مازلنا في أمس الحاجة إلى ثقافتك إلى رقيك وأصالتك.

اختر قدر استطاعتك مايناسبك من أدوارٍ فنحن نثق في اختياراتك كثقتنا في أنفسنا وأكثر . عد إلينا ودع بريق فنك يخطف أبصارنا ، ومسامعنا ليحملها لتستقر في قلوبنا من جديد . قف إلى جانبنا لتدفع عنا هذا السيل من الأعمال التي لاتمثلنا كمصريين . تلك الأعمال التي أتت على جزء كبير من عاداتنا وموروثاتنا الأصيلة.

نرجوك أن تحضر معك كل أدواتك وقدراتك الفنية ؛ لكي تنسج لنا منها رداءً يحمينا من كل تلك الفوضى التي فرضت علينا رغمًا عنا.

شاهد أيضاً

وفاء أنور تكتب: حكاية العم “رجب”

عدد المشاهدات = 1178 أبطأت خطواتنا وهدأت من سرعتها اضطرارًا، اضطربت حركة أقدامنا المثقلة متأثرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.