حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
شهد شهر رمضان علي مر التاريخ الإسلامي عدد كبير من الانتصارات الإسلامية علي قوي الشرك والكفر والشر، فعلي مدار 1391 عام كانت البداية من أول انتصار للإسلام علي كفار قريش في غزوة "بدر الكبرى "في العام الثاني من هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلي المدينة المنورة وتحديدا يوم السابع عشر من شهر رمضان وانتهاء بحرب العاشر من رمضان عام 1393من الهجرة الذي وافق يوم 6 أكتوبر عام 1973علي العدو الصهيوني الغاشم الذي دنس مقدسات المسلمين.
بين هذا التاريخ وذاك شهد شهر "الصبر "والإيمان والتقوى والعمل عددا كبيرا من الانتصارات للمسلمين وهم صائمون صابرون حتى نعطي العالم كله درسا في معني الصيام والصبر والعمل والتضحية .
فغزوة بدر الكبرى أول انتصار للإسلام غيرت مجري التاريخ ودشنت لدولة الإسلام القوية الفتية ، ثم جاء فتح مكة ومعركة عين جالوت وفتح البوسنة وغيرها من الانتصارات إلي ان جاء انتصار العاشر من رمضان..
في السطور التالية القي معكم الضوء علي معارك رمضان الخالدة المجيدة حتى ندرك جميعا المعني الحقيقي لمفهوم الصيام وان شهر رمضان شهر عمل ونجاح وتفوق وليس شهر كسل وخمول كما يفهم البعض في هذا الزمان، فالصيام صبر وتحمل وإحساس بالفقراء والمحتاجين وتكافل بمعني الكلمة، وفي النهاية يكون النصر نتيجة طبيعة لتلك المقدمات .
من هنا كانت البداية "غزوة بدر الكبرى ".. في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وفي السنة الثانية من هجرة الرسول محمد صلي الله علية وسلم ، دارت رَحَى معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، في مهد تأسيس دولة الإسلام والقضاء علي الظلم والطغيان ، فكانت معركة بين حزب الله وحزب الشيطان، تلكم هي غزوة بدر الكبرى، فقد كانت الموقعة فاصلة مؤثرة مؤسسة للدولة الإسلامية..
فخرج الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – ومعه ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً؛ لاعتراض قافلة تجارية قادمة من الشام، فيها أموال عظيمة لقريش، يقودها أبو سفيان بن حرب، فلما عَلِم أبو سفيان بخُطَّة المسلمين انحاز بالقافلة، ولَحِق بساحل البحر، واستنفر قريشًا للدفاع عن تجارتهم وأموالهم، فخرجوا في ألف شخص مزهوّين بقوتهم وعتادهم، يعلنون التحدي والطغيان، وكانت النتيجة هزيمةً ساحقة وقعتْ على الظلم والشرك وأهله، وأعوانه ومؤيديه، وتمخِّضتْ عن هلاك عدد كبير من فراعنة قريش وصناديدها.
"فتح مكة "
كان فتح مكة في الثالث والعشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة والذي اظهر أخلاق الرسول وصفحة وعفوه علي الرغم من قدرته عليهم وهم من تأمروا علية وطالة منهم أذي كثير ومع ذلك ضرب لنا المثل في الصفح والعفو..
وكان المشهد الأكثر تأثيرا في تاريخ البشرية ، عندما فاجأ النبيُّ كفار قريش بالسؤال وقال لهم (يا معشرَ قريش، ما تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟)، وكأنما كان السؤال نفسه طوق نجاة لهم، فسرعان ما أجابوه قائلين: خيرًا، أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريم، فكانت المقولة الخالدة للرسول حين رد عليهم قائلا "فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) ( اذهبوا، فأنتم الطلقاء).
معركة "حطين" واسترداد بيت المقدس
كانت معركة حطين تمهيدًا لدخول صلاح الدين – رحمه الله – إلى بيت المقدس، وتم بفضل الله نصر الله المبين حيث التقتْ جيوش المسلمين بجيوش الصليبيين في "حطين"،في شهر رمضان وكان ذلك في عام 583هـ – 1187م.
معركة "عين جالوت"
حيث انتصر المسلمون بقيادة "سيف الدين قطز" على التتار والمُغُول في عهد الدولة المملوكية استطاع "سيف الدين قطز" و"الظاهر بيبرس" صدَّ الغزو المغُولي الذي اجتاح أجزاءً واسعةً من العالم الإسلامي في معركة "عين جالوت" قرب الناصرة في عام 1259م،الموافق 25 من رمضان 658هـ، فكانت واحدةً من أهم وأشهر المعارك الإسلامية.
فتح القسطنطينية على يد "محمد الفاتح"
إن القسطنطينية التي بشَّر الرسول الكريم – صلَّى الله عليه وسلَّم – بفتحها: ((لتفتحُنَّ القسطنطينية، فلنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعْمَ الجيشُ ذلك الجيش))؛ روه الإمام أحمد في مسنده، من ذا الذي فتحها غير السلطان "محمد الفاتح" – رحمه الله – الذي وضع خُطَّة غاية في دهاء التدبير، وروعة في الإعداد العسكري ودقة التنفيذ؟!
يوم حمل السفن برًّا على جذوع الشجر، ثم دحرجها وأنزلها إلى البحر خلف البيزنطيين من حيث لا يتوقعون، مما أدى إلى دحر أسطولهم وهزيمتهم، وفتح القسطنطينية التي أصبحت فيما بعد عاصمة الخلافة، وحملت اسم "إسلامبول" أو "إستانبول"؛ أي مدينة السلام .
انتصار الجيش المصري العظيم في رمضان
إن انتصار العاشر من رمضان كان درسا تاريخي كبير للعالم اجمع بعد أن قهر المصريين الصائمين قوي الشر في العالم وحطم أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر في أكتوبر 73 أنهم المصريين المخلصين الصائمين الموحدين .
