الجمعة , 3 مايو 2024

د. هدى أحمد تكتب: السعادة قرار يا صاحب السعادة!

= 2068

Dr Hoda Ahmed


مازالت المدينة الفاضلة تلاحق أحلامنا ونتمني أن نعيش فيها على أرض الواقع إلي أن جاء قرار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات، باستحداث منصب وزير للسعادة في حكومته حيث تحول الحلم الي واقع تعيشه دولة الامارات.

كثيرون أعتقدوا للوهلة الأولى عندما سمعوا خبر الوزارة ان مسؤوليتها سيكون المرح والفكاهة وفرض حالة من السعادة بين كافة فئات الشعب الإماراتي الشقيق ، وتمني كل إنسان أن تكون في بلده وزارة لبث السعادة، ولكن وزارة السعادة يا سادة هي حقيقة موجودة فى كل دولة اذا نظرنا وتعمقنا أكثر سوف نجد هذه الوزارة يعرفها الكثيرون الذين يعملون فى الجودة وفي الجودة الشاملة تحديداً حيث يتم قياس مدي رضا العميل فى المؤسسات المختلفة عن الخدمة المقدمة له ، سواء في قطاع التعليم  والصحة والسكان والسياحة والشؤون الاجتماعية والخارجية والإستثمار والقوي العاملة والصناعة وغيرها من القطاعات التي يمكنها أن تجعل أي دولة فى مقدمة الدول المنافسة.

ولكن لم يستطيع أحد ان يتوصل إلي المفهوم الجيد للسعادة ..  استطاع الشيخ محمد بن راشد ان يضع يده على مواطن القوة والعمل على تعزيزها وتميزها حيث وصلت دولة الامارات لمرحلة عالية من الجودة ورضا العميل فى جميع القطاعات مما جعله يقرر ماذا بعد ذلك ، حيث مازال يوجد بعض مواطن الضعف فأراد ان يصل اليها ويحسنها ويعمل على علاجها ، فقرر إنشاء هذه الوزارة لكي تتواصل مع إدارات الجودة فى القطاعات المختلفة وقياس كفاءة هذه الإدارات المختلفة من خلال تحليل SOWAT ANALYSIS لكل قطاع وقياس رضا العميل للخدمة المقدمه له ومعرفه السلبيات التي تخص كلا في مجاله والعمل علي علاجها وتحسينها للوصول الي مستوي الرضي الكامل ومعرفة مواطن القوي والعمل على التميز.

نحن لدينا إدارة الجودة فى كل القطاعات ولكن للأسف الشديد لم يتم تفعيلها بالصورة التي تجعلنا ننافس الدول فى الجودة ، فنحن نستوفي الأوراق فقط ولكن الواقع العملي يؤكد أنه لا يوجد جودة في أي قطاع فيجب على الدولة العمل على تفعيل دور الجودة الشاملة والتوقف عند وضع قرارات دون تنفيذها ، ففي قطاع التعليم يوجد لدينا إدارة الجودة فى الجامعات ووزارة التعليم العالي ولم نستطيع ان نفعل دورها الي الآن وهذا يرجع لوجود من يوقف مسيرة العمل ، فهناك بعض أعضاء هيئة التدريس الذين يرون أن الساعات المكتبية لا يستطيعون القيام بها لوجود اعداد هائلة من الطلبة لديهم فلا يستطيعون استيعاب هذه الاعداد فى الوقت المخصص مما يجعلهم يلغونها بالرغم يستطيع أن يفعلها اذا طلب تخصيص قاعة تستوعب الطلبة او مدرج.

مازال هناك من يري أن الطالب" مش بتاع "دراسة بالرغم ان مسؤوليته أن يأخذ بيده فإذا تعثر مد يده وجعله ينهض وينتقل لمرحلة التقدم، أن يعرف اسباب تعثره ، فهناك من يقول أنت تتحدثين عن 3000 طالب فى الدفعة كيف يستطيع عضو هيئة التدريس أن يتعامل مع هذا الكم من الطلبة ، أقول لسعادتك كل كلية تستطيع ان تقوم بتقسيم الطلبة الي شعب وتوزيعها علي الاعضاء فى القسم وعدم سيطرة عضو على العدد كله ، لأن المشكلة الأساسية تكمن فى السادة الأعضاء الذين يقومون ببيع الكتب للطلبه فالنتيجة أول من يعترض هؤلاء ، يجب أن ننظر الي مصلحة الطالب ويمكن حل مشكلة الكتاب بالتنسيق مع باقي الزملاء . وعلى رئيس الجامعة النظر في جودة المخرجات وقياس مدي رضا الطالب عن الخدمة المقدمه له سواء تعليميا او خدمية . هذا فى قطاع التعليم ، وللحديث باقيه عن باقي القطاعات الاخري. نعم مازلت أقول السعادة قرار يا صاحب السعادة فنحن من نمتلك مفاتيح صنع السعادة.

———-

* الكاتبة أستاذ الإدارة المالية المساعد.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11058 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.