حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
إبداع في هدم القيم والأخلاق والمبادئ التي تربي عليها المصريين والتي صارت مضرب للأمثال في الشهامة والشجاعة والكرم ،هذا الانحدار الغير طبيعي والغير مقبول دخل حيز التنفيذ علي ارض الواقع وكان مسلسل "الأسطورة " صاحب النصيب الأكبر في قوة التأثير والتنفيذ علي قطاعات الشباب حتى أن شكل "الأسطورة "محمد رمضان أصبح له رواج في المناطق الشعبية فقلد الشباب كلامه وتصرفاته وحلقة شعرة ،واستطاع أن يبدع المؤلف محمد عبد المعطي علي الورق ويستخدم المخرج محمد سامي أدواته وعلي رأسهم الممثل "محمد رمضان ليقدما نموذج لدولة الفوضى والعشوائية والبلطجة.
بعيدا عن التقييم الفني الذي اعتقد انه نجح بشكل كبير في وضع نموذج جديد للشباب وهو نموذج "الأسطورة "الذي يتجاوز القانون ويفعل ما يشاء بالناس ويعاقب من يشاء من الناس ،أن التأثير الواضح لهذا العمل علي القطاعات الشبابية أصبح أمر عجيب للغاية.
وقبل أن تسدل الستار علي الدراما الرمضانية ظهرت النتائج في أكثر من مكان فلقد طالعتنا الصحف والمواقع الإلكترونية عن نموذج يطابق ما حدث في مسلسل الأسطورة علي ارض الواقع في محافظة الفيوم ،ففي احدث مشاهد مسلسل"الأسطورة " سرب "مرسي "احد جيران" ناصر الدسوقي" الذي يجسد شخصيته الممثل محمد رمضان ، صور بقميص النوم لشهد زوجة "ناصر" علي شبكة الانترنت وكان انتقام ناصر الرفاعي "الأسطورة "أن البس مرسي نفس قميص النوم الذي سرب به صور زوجته وقام بضربة في الشارع أمام الجيران.
في قرية الخواجات بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم تكرر المشهد ذاته عقب صلاة الجمعة الأخيرة من نهار شهر رمضان المعظم عندما جردت احدى عائلات القرية رجل من ملابسة والبسوه قميص نوم وزفوه في القرية في مشهد غريب علي المجتمع المصري ،علي خلفية أن هذا "المجرد"من ملابسه قام بتصوير زوجته في أوضاع مخلة وسرب صورها علي مواقع التواصل الاجتماعي .
بعيد عن انحدار أخلاق الزوج الذي وصلت الي القاع عندما اختلف مع زوجته وصورها في أوضاع مخلة لينشرها علي مواقع التواصل وهو فعل حقير لا يقوم به إلا "ديوس "،إلا أن رد الفعل من أهالي الزوجة كان أيضا وضيع وخارج عن عادات وتقاليد المصريين التي تحتاج إلي إعادة تقويم.
وفي النهاية أقول أن سلوك المجتمع المصري تأثرت كثيرا بما يدور في الدراما وان كتاب الدراما انحدرت أقلامهم الى القاع واخرجوا أسوأ نماذج للشعب المصري فهدموا ما تبقي من أخلاق واعتقد أن معالجة ما حدث للشعب المصري من هدم وتجريف للأخلاق يحتاج الى سنوات كثيرة حتى نعود لان ما تهدمه في يوم تبنيه في سنوات.
———–
* كاتبة المقال استاذة بالجامعة الأمريكية.
