الجمعة , 3 مايو 2024

د. راندا العدوى تكتب: عن التدريب والتأهيل

= 1605

Randa Adawy

 

كل يوم تتجدد المعرفة وتتطور "التكنولوجيا" بشكل سريع جدا في كل مجالات "الحياة "، وهذا يتطلب المواكبة والمسايرة لتلك الوتيرة السريعة ومن يغفل "لحظة " يخرج عن المسار ليرتمي في أحضان "الجهل والتخلف " فتراكم الخبرات المعرفية لدي الإنسان يشابه متوالية هندسية تسير بسرعة هائلة ،والمستقبل لن يضم الجهلاء أو المتخلفين  ، ولذلك اتجهت كل المجتمعات المتقدمة إلي تدريب وتأهيل كل أبنائها علي استخدام المعرفة المتاحة في "الحاضر "والاستعداد  للمستقبل .

ومن خلال عملي الأكاديمي أتابع كل ما هو جديد في التقدم العلمي والمعرفي في كل دول العالم التي ترغب  في "التقدم "حالياً " والريادة "مستقبلاً   ، والحقيقية أن الواقع المصري مخيف والمستقبل مقلق  في ظل عدم إدراك المسؤولين أهمية التدريب والتأهيل ، فهناك أبحاث علمية موثقة تشير إلي تطور المعرفة بشكل رهيب في المستقبل وان التغير المعرفي سيتضاعف كل سبعين يوما في عام 2020 وان المعرفة الحالية لن تشكل سوي 1% فقط من المعرفة عام 2050 ، إذ ان العالم أمام ثورة  تكنولوجية معرفية رهيبة وان التدريب والتأهيل سيكون الطريق الوحيد  إلي المستقبل .

ولذلك أطالب  مسؤولي "مصر " أن يخططوا جيدا للمستقبل فمواكبة التطورات العالمية المتلاحقة والسريعة لن تكون إلي من خلال وضع قواعد علمية مناسبة وإعادة هيكلة لكل مناهج التعليم "النظري "والتدريب العملي ، فمصر الدولة الوحيدة في العالم التي لم تطور مناهجها بشكل كافي للمستقبل .

وحتى نساير من حولنا ونستغل القوة البشرية الهائلة في "مصر " لابد وان نتسلح بالعلم الغزير والفكر المستنير والتدريب والتأهيل المتواصل ، ونرسي قواعد "العلم "علي ارضية مناسبة وقواعد ثابتة .

"مصر "تضم المواهب في كافة المجالات وهذه المواهب فطرية مورثة ولكن المواهب دون تدريب وتأهيل لن تكون مفيدة ولن تأتي ثمارها وتحقق النتائج المرجوة  لأنها يلزمها اكتساب صفات ومهارات وقدرات من خلال  التدريب والتأهيل العلمي المدروس والمخطط  .

فالتدريب والتأهيل هو تذويد "المتدرب" في مجال"عملة و تخصصه " بالمعلومات والمهارات التي تجعله يؤدي العمل المكلف به  بمهارة ويتجاوز المشاكل التي تواجه ويضع حلول علمية لها من خلال ما يتم اكتسابه من المدرب ، وهو الأمر الذي ينهض بمستوي الخدمات والمهام للعاملين في الدولة .

وحتى لا يتم الخلط بين التدريب والتعليم فالتدريب مكمل للتعليم والتعليم أساسي للتدريب فلن تستطيع تدرب "جاهل "ولن تستفيد من متعلم دون تدربيه فلتدريب والتعليم بينها تكامل لتحقيقي نتائج جيدة للإعمال ، والتدريب والتأهيل يسدِّ الفجوة بين التعليم النظري والتطبيق العملي  .

وفي النهاية اقول ان "مصر "تحتاج إلي أمرين، الأول  مراجعة كافة مناهج التعليم في كل المراحل الدراسة  بشكل واسع من خلال خبراء في كافة المجالات واعتقد أن منهاج المدارس  الأجنبية التي تعمل في "مصر "دليل دامغ علي تخلف التعليم الذي كنا في الماضي من رواده في الوطن العربي والشرق الأوسط ، ثانيا الاهتمام بالتدريب والتأهيل ليكون شرطا لشغل المناصب أو التوظيف  فمصر لن تنهض دون الأمرين معا .

———————
* كاتبة المقال استاذ في الجامعة الامريكية.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11239 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.