شهد الأسبوع الماضي عدد من الأحداث المهمة علي الصعيد المحلي والدولي أبرزها وفاة صاحب نوبل في "الكيمياء "الدكتور احمد زويل ،والذي شكل خبر وفاته صدمة كبيرة لكل عشاق ومحبي العالم الجليل في مصر والوطن العربي والعالم كله ،ونعت كل الأوساط العلمية والسياسية في العالم وفاته ،وشهدت السنوات الأخيرة من حياته الدكتور زويل تدشين جامعة زويل بالقاهرة بهدف تطوير البحث العلمي في "مصر "وتخريج وتأهيل العقول المصرية التي يعرف الفقيد قدرها وقدراتها عندما يخلق لها مناخ مناسب ،ويأتي هذا من منطلق إيمانه بأن العقلية المصرية عندما توفر له سبل النجاح تحقق المعجزات ،وكان للفقيد كلمة شهير قال فيها " الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء، ھم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل".
هذه العبارة التي قالها الدكتور زويل تحتاج إلي دراسة من المسؤولين في الوطن العربي كله لان آليات دعم الفشل غير موجود وآليات محاربة النجاح موجودة ،واتفق تمام مع ما قاله صاحب نوبل في الكيمياء لأننا نعيش مع مواهب متخصصين في زرع اليأس والإحباط في الجميع ، وفي نفس الوقت اعتقد أن التربية لها دور كبير أيضا فبعض الأهل ومع الأسف الشديد لا يربون أبناءهم على الثقة بالنفس بل قد يتم استخدام أساليب تربوية خاطئة ومحبطة ثم يأتي المجتمع ليكمل الدور في كثير من الأحيان وهذا هو واقع الذي نعيشه .
ولذلك أطالب الجميع بالتكاتف من اجل استكمال مسيرة جامعة زويل واعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب من كل المصريين المخلصين استكمال حلم الدكتور زويل عندما طالبهم بتحمل المسؤولية والتبرع لهذا الصرح العملاق خلال خطابة الأخير علي هامش الاحتفال بمرور 60 عام علي تأميم قناة السويس والعام الأول لافتتاح القناة الجديدة واعتقد أن صندوق تحيا مصر سوف يكمل مسيرة الراحل زويل ويتم الانتهاء من الجامعة بشكل نهائي في غضون سنوات قليلة بالإضافة الي أن إسناد المهمة الي الدكتور مجدي يعقوب أن صح الخبر المتداول سيكون اختيار صحيح و ايجابي وجيد ويساهم في نجاح المشروع العلمي لمصر .
أن "مصر " تحتاج الي رؤية حقيقية في كل المجالات حتى تنهض بشكل حقيقي وواقعي وتحتاج أيضا المساندة من الجميع ولن نستطيع النهوض الحقيقي دون وجود رؤية حقيقية توضح الحقائق للجميع وتكون دافع قوي للمجتهدين الذين يرغبون في النجاح وتساند وتأخذ بيدي الكسالى الفاشلين حتى نضعهم علي طريق النجاح مرة أخري
وفي النهاية أقول المعجزات لا تصنعها سوي العقول فقط فمصر تحتاج "عقول " واعية وأيدي عاملة نشطة مخلصة ،إدارة قوية تستثمر كل الجوانب الايجابية في المجتمع وتعالج الفشل والكسل .