الخميس , 2 مايو 2024

د.إيناس الهياتمي تكتب: نحن والعاصفة!

= 4023

الأخلاق هى عنوان الشعوب، وقد حثت عليها جميع الأديان السماوية لأنها أساس الحضارة ووسيلة التعامل بين الناس ولها دور كبير فى تغير المجتمعات .

ولكن إذا تأملنا الواقع الذى نعيش فيه تتملكنا الحيرة والدهشة والأسى والحزن لما نراه من صراعات وأحقاد ومطامع وأهواء ورغبة فى التسلط .

ما الذى حدث للمجتمع ؟ سؤال يتردد لدى الكثيرين .. هل غابت الأخلاق ؟

ويقف العقلاء والحكماء حائرون أمام هذا الواقع ليحللوا اسباب هذا التغير من انحدار الأخلاق ..

إن البشر قد يختلفون فى الجنس واللون والثقافة واللغة والعقيدة ولكنهم يتفقون على القيم والاخلاق.. تلك هى العاصفة التى هبت على المجتمعات من انحدار الأخلاق وتمثلت فى الالفاظ البذيئة والعادات السيئة وسادت العشوائية فى التصرفات والفساد الإدارى فى معظم المؤسسات والرشوة والمحسوبية .

لقد كان المجتمع منذ وقت ليس ببعيد مزينا بالقيم والاخلاق كالتسامح وحب الخير والشرف واحترام الكلمة والشهامة.. لم نكن نسمع أن ابنا تجرأ على ابيه.. أو جار يؤذى جاره.. أو يتنكر صديق لصديقه.. أو شيخا يتاجر بالدين.. أو طالبا يتبجح على معلمه.. كل ذلك مستحدثات طرأت على المجتمعات نتيجة غياب القيم وانحدار الأخلاق .

لابد من التدخل السريع لإنقاذ المجتمع من الحالة المتردية التى يعانى منها وعلاج عشوائية الأخلاق بتطبيق عدد من هذه المبادئ أهمها :

-عودة دور الأسرة التى يجب أن تهتم بالقيم الأخلاقية والرقابة على الأبناء ومحاسبتهم دون أن يشعروهم بنوع من التسلط وتهتم بغرس القيم الدينية فى نفوسهم وتربيتهم على القناعة وعدم النظر لما فى أيدى الغير .

– اعادة هيكلة منظومة التعليم وزرع القيم الأخلاقية لدى الطلاب.

– تعليم الشباب والأجيال الصاعدة الصبر وتحمل المسؤولية لأن هذا الجيل يجهلها فاحتياجاته كلها مجابة بدون مشقة.

– أن يعى الشباب قيمة العمل وأنه ليس فى مركزه أو وظيفته ولكن قيمة ما ينتجه حتى لو كان العمل بسيطا .

– استعادة دور المسجد والكنيسة فى توجيه النشء للقيم الأخلاقية والبعد عن السياسة .

– عودة القدوة الحسنة من المثقفين والسياسيين وأساتذة الجامعات والمعلمين .

– نشر روح التعاون بين أفراد المجتمع ونبذ الصراعات التى لا هدف منها وحب الخير للآخر ومساعدة الغنى للفقير .

وأرى أن إصلاح تدهور الأخلاق مسئولية المجتمع كافة ولابد من تضافر جهود الكل بدءا من رجال الدين والمنزل وأيضا الإعلام ودوره فى فلترة ما يقدمه والعمل على تقديم أعمال هادفة تبث من خلالها القيم الأخلاقية .

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 3641 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.