الإثنين , 29 أبريل 2024

د. إيناس الهياتمي تكتب: الكنز الحقيقي!

= 4603


الصداقة كلمة ربما صغيرة فى عدد حروفها ولكن كبيرة وعميقة جدا فى مدلولها ومعناها ومضمونها وهى أجمل شيء فى الوجود ، ورابط نفسي قوي جعلها الله بين شخصين أو أكثر .

وتعتبر الصداقة مشروع مربح بين طرفين متفاهمين ويكون عربونها المحبة والإخلاص والثقة والاحترام المتبادل بينهما ، وهى لا تقدر بثمن ولا تقاس بمقياس .. والإنسان لا يستطيع أن يعيش منفردا وفى عزلة عن الآخرين بل يحتاج دائما إلى مساعدة معنوية من إنسان يقف بجانبه ويشعر به.

الصداقة قيمة إنسانية وأخلاقية ودينية، والصديق من صدقك وكان عدو عدوك، وهى علاقة متبادلة وانسجام كامل فى المشاعر والأحاسيس .. فما أجمل الصداقة وما أحسن الحياة مع الأصدقاء وما اتعسها بلا صداقة صادقة .. والصديق الحق هو الذى يقف بجانب صديقه ويشاركه فى السراء والضراء ويصدق فى حبه لصديقه ويخلص له ولا يتخلى عنه حين يحتاج إليه في وقت ضيقه وشدته.

والصديق هو ذلك الكنز الذى نظل نبحث عنه طوال حياتنا وإذا وجدنا هذا الصديق الحق يجب ألا نفرط فيه ، كما يجب أن نتحرى الدقة عند اختيار الأصدقاء فلابد أن يمتاز الصديق بالأمانة والإخلاص والوفاء والنصح لصديقه ويتحلى بكل هذه المعانى الجميلة التى تحملها كلمة الصداقة ، ويجب ايضا عدم التسرع في اختيار الأصدقاء وأن نختبرهم عبر عدد من المواقف قبل ترسيخ مفهوم الصداقة معهم ، وهذا يتطلب التأكد من صلاحيتهم أخلاقيا ودينيا وذلك لأن الصديق يتأثر بصديقه ويتطبع بما هو عليه.

ويجب على الأسر التعرف جيدا على أصدقاء ابناءهم وأسرهم كى يتأكدوا من أخلاقهم فلا يتركوهم بمفردهم لاختيار الأصدقاء لأن معاشرة الناس والاختلاط بهم والانفتاح على عالمهم يشكل فرصا لتقوية العلاقات وتكوين صداقات.

والصداقة لا تتشكل نتيجة تخطيط محكم بل نتيجة لقاءات واحتكاك مع الآخرين وتواصل مع المحيطين وهناك الكثير من العلاقات يكونها الفرد ثم تصبح جزءا من حياته مثل العلاقة الزوجية وعلاقة الفرد بأهله ، ولكن الصداقة شئ مختلف تماما فأنت تتكلم مع صديقك وكأنه نفسك ، لا تخشى من الشكوى أو البكاء او التعبير عن الفرح.

ولكننا أصبحنا فى عصر الالكترونيات والتكنولوجيا التى فرقت بين الناس بدلا من أن تجمعهم وأصبح الصديق الحقيقى الذى يسأل عنك ويتواصل معك بدون مصلحة وبشكل دائم عملة نادرة.

وقد سأل حكيم كيف تعرف ود أخيك ؟
قال: من يحمل همى ويسأل عنى ويسد خللى ويغفر زللى ويذكرنى بربى.
وقيل كيف تكافئه ؟
قال ادعو له فى ظهر الغيب .

فهنيئا لمن يمتلك كنز الصداقة والصديق الحق ولا يفرط فيه ويتمسك به لأنه اذا فقده ، نادرا ما يعثر على مثيل له .

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 1063 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.