الإثنين , 29 أبريل 2024

د.إيناس الهياتمي تكتب: الطلاق النفسي قنبلة تهدد المجتمع

= 3267


تؤدي تعقيدات الحياة وما بها من ضغوط نفسية إلى مشاكل عدة بين كافة أفراد الأسرة ، ومن أبرز تداعيات هذه الضغوط اشتعال عدد كبير من الأزمات بين الزوجين والتي قد تحول نتيجة تراكمها إلى عدم استمرار الحياة بشكلها الطبيعي بينهما ولكنهما لا يصلان الى الانفصال المباشر، وذلك لاسباب متعلقة بالشكل الاجتماعي أو الحرص على الأبناء ويفسر المحللون النفسيون تلك الحالة بما يسمى “الطلاق النفسي” وتتميز تلك الحالة بنوعين :

الأول : حينما يكون الطلاق صادرا عن وعي وإرادة الطرفين فى العلاقة الزوجية.

الثاني: أن يكون الطلاق النفسى قائما من أحد الطرفين دون علم الآخر ويتمثل بشعور الطرف الآخر بعدم الرضا لاستمرار علاقته مع شريكه الأسرى وترجع تلك الحالة لبعض الأسباب .

فارق العمر بين الزوجين – اختلاف المستوى الثقافى – بعض حالات عدم الانجاب – عدم القدرة على فتح بيت آخر فيضطر للبقاء مع الطرف الآخر- نظرة المجتمع للمطلق والمطلقة مما يجعلهما يعيشان الطلاق السلبى – عدم التوافق فى الميول والطباع والرغبات – برودة العلاقة العاطفية والمشاعر – الخوف على الأطفال من الانفصال مما يضطرون لاحتمال الحياة.

وتترك تلك الحالة آثارا سلبية على كافة أفراد الأسرة ..فالزوجان تتولد بينهما حالة الصمت التى تخيم علي حياتهما وافتقاد لغة الحوار وتبلد المشاعر وجمود العواطف وغياب البهجة والمرح والتودد والرومانسية، ونجد انشغال كل طرف بعالمه الخاص به وهو ما يسمى بالانعزال المكانى ، ويعيش كل طرف فى بيت واحد ولكن كل منهما بعيدا عن الآخر متقوقعا داخل نفسه.

وقد ساعدت وسائل الاتصال الحديثة فى تفاقم تلك الحالة حيث يمكثون اوقاتا طويلة على مواقع التواصل الاجتماعى كى ينسلخوا من تلك الحالة التى يعيشون فيها .

ولم يترك الطلاق النفسي آثاره على الزوجين فقط، ولكنه يمتد إلى الأبناء فنجد أن الطفل لاينمو بشكل سليم إلا فى ظروف أسرية صحيحة بين أم تحتضنه وأب يرعاه فكلاهما مهم فى تربية الأبناء وللحصول على التوازن فى حياتهم و حتى لا يقعوا فريسة للأمراض النفسية وعدم السواء.

وعلى الأزواج ان يعرفوا من أين تأتى المشاكل كي يضعوا ايديهم عليها وهناك بعض النصائح المقترحة ربما تساعد بشكل أو بآخر فى علاج تلك الحالة وهي :

أن يسود جو من الحب والود والتفاهم داخل الأسرة والعمل على اتاحة لغة حوار مشتركة بينهم وزيادة الاهتمام لكلا الطرفين بالآخر ومحاولة فهم كل طرف لاحتياجات الآخر قدر الإمكان واستخدام المرونة والدبلوماسية فى المشكلات التى تواجههم والعمل على ايجاد حلول لها داخل البيت وعدم طرحها على أطراف أخرى حتى لا تتفاقم المشكلة .

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 996 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.