الإثنين , 29 أبريل 2024

د.إيناس الهياتمي تكتب: أزمة منتصف العمر إلى أين؟

= 1823

كل منا يمر بالمراحل العمرية المختلفة في حياته، وهذه المراحل سواء عند الرجل أو المرأة تشهد تغيرا في الهرمونات البشرية والأجسام وطريقة الحياة والتفكير.

وهناك مرحلة نمر بها وأحيانا لاندرى بها، وقد أطلق عليها علماء النفس “أزمة منتصف العمر” وهى ما بين الأربعين والخمسين وأحيانا تزيد عن ذلك، وهذا العمر هو سن الثبات والنضوج الفكرى وكثير منا يصل لهذا العمر، وقد أنجز مهمته فى الحياة كالزواج والإنجاب وجمع المال والعمل أو تحقيق الغايات التى رسمها فى حياته، وعند الوصول لتلك المرحلة تتغير هذه الأهداف إلي أهداف أخرى يصبو إليها فالرجال أو النساء حينما يصلون لهذه المرحلة يقفون أمامها فيم أثمروا خلال الفترة السابقة، وأحيانا يجدوا أنها فترة ملل من حياتهم وروتين يومي اعتادوا عليه لا جديد في الحياة ويمكن أن يقعوا فريسة للمرض النفسي.

وقد تختلف هذه الأزمة بين الرجل والمرأة، فنجد بعض الرجال تنتابهم أحيانا حالة من البرود العاطفي مع زوجته، وذلك بسبب وجود أبناء وقد أصبح لديهم حقوق علي الأب أكبر من الحقوق التى كانت فى طفولتهم كالتعليم والزواج والعمل، وهذه الأمور تأخذ حيزا كبيرا من العاطفة والوقت والتفكير.

وقد نجد كثيرا من الرجال يمكثون فترات طويلة مع الأصدقاء، هروبا من الدائرة المغلقة التى تحيط بهم، وكم المسؤوليات والمشكلات التى تلاحقهم، وهم لا يدرون أنهم يعيش “أزمة منتصف العمر”.

وأما بالنسبة للمرأة، فإن إحساسها بـ”أزمة منتصف العمر” يتعلق بفقدان جمالها وشبابها والرغبة العاطفية التى كانت تشعر بها فى السابق مع زوجها، وذلك نتيجة وجود الأبناء الذين يأخذون حيزا كبيرا من وقتها ومجهودها، وخاصة لو كانت المرأة عاملة فيكون العبء عليها أكبر نتيجة مسؤوليتها تجاه عملها واعباءها التى لا تنتهى، سواء فى المنزل من تلبية احتياجات زوجها وأبناءها ومشكلات المرحلة التى يمر بها الأبناء، وكل هذه الأمور ينسيها نفسها وتكتشف أنها لم تعش حياتها وسط كم المسؤوليات الملقى عليها.

وهناك بعض الأمور المهمة كى تتفادى تلك الأزمة:

أن يتفهم كلا الزوجين طبيعة المرحلة التى يمران بها، وخاصة بعد كبر الأبناء، وعلى الرجل أن يكون متوازنا بين العمل والطموح، وأن يشعر دائما زوجته بأهميتها فى حياته، ويغمرها بحبه واهتمامه، وذلك بأقل التكاليف، وعلى المرأة إشباع رغبتها من العاطفة مع زوجها، والاستمتاع بحياتها وحبها لابنائها لا يأتى على حساب زوجها، وأنه بحاجة إلى الحب والاهتمام، ولذلك كلا الطرفين عليه دور مع الآخر لتفادى تلك الأزمة.

ودائما طبق هذه المقولة فى حياتك: “عش يومك وكن مبتسما كما يأتي وتعلم من الماضى وخطط لمستقبلك وارضى عن حياتك مهما كانت وتوكل دائما على الله فى كل الأمور”.

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 895 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.