يستهين العديد من الوالدين بقيمة الوعد وتأثيره على سلوكيات ابنائهم حال عدم التزامهم به تجاههم ، فمثلا نرى الكثير منهم يطلقون الوعود من ألسنتهم كما يطلق الصياد سهامه على فريسته، ولكن عندما يأتى وقت الوفاء بوعودهم يتركون أبنائهم فريسة للمفاهيم الحياتية المظلمة، فبسبب عدم وفائكم بوعودكم تم إكسابهم عدم الثقة بأنفسهم حالما يطاردهم الشعور بعدم القبول من الوالدين أو أحدهما..
ويسألون أنفسهم لماذا لم يف والدى أو والدتى بوعودهما تجاهى؟ ألا يرون إننى استحق ذلك؟
كذلك إكسابهم مفهوم عن أن ما يحدث من والديه هو النموذج الأمثل الذى يستطيعون التعامل به مع العالم الخارجى سواء فى المدرسة أو في محيط العلاقات الإنسانية بصورة عامة.
إضافة إلى ذلك أيضا، أن إهدار الوالدين لقيمة الإحساس بالقيمة من خلال الإهتمام بأطفالهم والذى يمثل جزءا كبيرا منه بالثقة فى وعودهم لهم من خلال إلتزامهم بها ، فإن ذلك يجعل أطفالهم يشعرون بأنهم مهمشون ، مما يولد لديهم شعورا بافتقاد الأمان والاطمئنان من قبل والديهم.
كذلك يساعد الوالدان بعدم وفائهم بوعودهم لأبنائهم في تكوين صيغة معرفية بعقولهم عن والديهم انهم غير أمناء عليهم وانعدام الثقة بهم فيما يقولون او يفعلون!
وأؤكد على أن فقدان شعور الأبناء بالأمان الأسرى من خلال القول أو الفعل غير الحقيقى، يؤدى إلى إصابة أطفالنا بالعديد من الاضطرابات النفسية، وهى على سبيل المثال لا الحصر: الخوف ، القلق ، أحلام اليقظة والكذب ، والتبرير حال ارتكابهم أي خطأ وليس الاعتذار عنه.
وأوضح للوالدين ولكل مسؤل عن تربية نشئ جديد قبل إطلاق سهام وعودك، تأكد أولا انك تستطيع أن تنفذها ، فلا تقولون مالا تفعلون ، لذا لا تقل إلا ما تستطيع فعله..حتى لا تتسبب باستهانتك في عدم الوفاء بوعودك فى إفراز إنسان للمجتمع صفاته هى الكذب، والتردد، وعدم المسؤولية ، واتباع سلوكيات غير سوية في مواجهة المواقف المختلفة.
———-
* استشارى الصحة النفسية للأسرة.