الأحد , 19 مايو 2024

د. أحمد علي سليمان يكتب: مجلة الأزهر.. انطلاقة نحو التطوير والإبداع (2)

= 1542

Ahmed Aly Soliman


ما سبق من إعادة تحديث أبواب مجلة الأزهر وتطوير شكلها وإخراجها، وتجديد مضامينها بشكل عصري، خروجًا عن النمطية والجمود؛ ليكون التجديد الواعي، والتواصل الفاعل مع الجماهير هو سمة المرحلة؛ لنضمن لهذا الخطاب مقومات بلوغ الهدف من خلال الأصالة الممزوجة بالابتكار والتجديد والوضوح والإقناع باستخدام العلم وأدواته في خدمة قضايا الفكر الديني. كل ذلك يدعونا إلى السعادة لما شاهدناه في العدد الجديد من مجلة الأزهر، ولما نتوقعه في الأعداد القادمة بإذن الله تعالى..

وفيما يتعلق بمقر المجلة فقد نجح الأستاذ محمود الفشني بمؤازرة من رؤسائه بالمجمع والمشيخة، في تخصيص قاعة مناسبة للمجلة، في الدور السادس بمكتبة الأزهر بالدَّراسة، يتم تجهيزها الآن، ويسعى لزيادة عدد المحررين ومدخلي البيانات والمصممين.
وعلى الصعيد الإداري يحرص الأستاذ الفشني على توسيع دائرة الشورى ومناقشة كل الآراء، سعيا لاختيار أفضلها، كما يحرص على زيادة عدد المراجعات التي يمر بها كل مقال، ويراجع بنفسه الماكيت الأخير قبل إعطاء أمر الطبع. ولا يكف عن طرح أسئلة واقتراحات أو الاستماع إليها، تتعلق بإخراج المجلة ومضمونها. كما استطاع أن يزود عناوين المقالات والأبواب بالمجلة بمجموعة من الخطوط العربية الرائعة، تبرع بكتابتها للمجلة شهريا الدكتور أحمد علي سليمان؛ لتعود المجلة مزينة بالخطوط العربية الجميلة التي تذكرنا بالزمن الجميل.
ونحن إذ نرصد هنا بعض ملامح التطوير والتجديد في مجلة الأزهر ونعرضها، نهنئ أ.د. محمود حمدي زقزوق، على جهوده المتميزة وتوجيهه ورعايته للمجلة، ونهنئ الأديب الكبير أ.د. إبراهيم الهدهد، وكل السادة أعضاء مجلس التحرير، ونهنئ الأستاذ محمود الفشني على حسن إدارته للمجلة، ونهنئ أيضا أسرة التحرير ونخص بالذكر منهم: أ. عبد الموجود أمين، أ. أحمد رضوان، أ. محمد جمعة، د. أحمد عرفة، أ. عبد الله كمال، أ.أبو السعود محمد.. وكل الأخوة والزملاء المحررين ومدخلي البيانات والمصممين بالمجلة.

وفي هذا المقام ونحن نبارك بصدور العدد الجديد من مجلة الأزهر بلمسات مجلس إدارتها وتحريرها الجديد، وانطلاقة هذه المجلة العريقة إلى آفاق أرحب وأوسع لتحمل على صفحاتها رسالة الخير للعالمين، فإننا نأمل تحقيق بما يلي:

•ترجمة مجلة الأزهر إلى اللغة الإنجليزية –كمرحلة أولى- بصورة كاملة؛ لنشر رسالة الإسلام الصحيح، وسد الفراغ الموجود عن الإسلام الصحيح في الغرب، لاسيما وأن الإنسان الغربي لا زال لديه من رصيد الفطرة ما يمكنه من تقبل الحقيقة إذا عُرضت عليه بذكاء، وقُدمت له في صورتها النقية، كما أن مساحة الحرية المدنية تجعلهم يدافعون عن الفكرة التى يؤمنون بها. ولدينا أقسام الدراسات الإسلامية باللغات المختلفة في كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، وفيها عباقرة يجمعون بين الفكر الإسلامي وامتلاك ناصية اللغات الحية وإجادة استخدام وسائل الاتصال الحديثة، فضلا عن قربهم وتواصلهم مع المؤسسات الأكاديمية في الغرب، ويستطيعون مخاطبة الآخرين بأسلوبهم وبطريقة تفكيرهم.. كما أن هناك بيوت خبرة للمسلمين في أمريكا وأوروبا وأستراليا يمكن الاستعانة بها في تحقيق هذه الأهداف، ولدينا من البعثات الدبلوماسية ما يفي بتوزيع مجلة الأزهر المترجمة على أوسع نطاق في العالم، خصوصًا بعد تطور وسائل الطباعة، ووسائل وآليات نقل المعلومات، وسهولتها وسرعتها.. وأعتقد بحكم تجاربي في الدعوة الإسلامية والتعريف بالإسلام في الدول الغربية، أن هذه الخطوة كفيلة برسم الصورة الحقيقية عن الإسلام في كل مكان، وإزالة التوتر ومد جسور التعاون بين المسلمين والغرب، وربط المسلمين بمنابع الثقافة الإسلامية، وتعزيز مكانة مصر على الساحة العالمية.

•إنشاء موقع عالمي تفاعلي على شبكة الإنترنت يخصص لمجلة الأزهر (فقط)؛ ليستقبل مشكلات المسلمين وهمومهم، وأفكارهم، وأبحاثهم، وتجاربهم وخبراتهم ومنجزاتهم ومخترعاتهم، ونشرها وتسييرها لتعظيم الاستفادة منها في كل مكان… وأتصور مع غيري أن إنشاء هذا الموقع المقترح بهذه الصورة كفيل بربط المسلمين في كل مكان بمنابع الثقافة الإسلامية وبمرجعيتهم الأم (الأزهر الشريف) وحتى يكون الأزهر على وعي كامل بالبيئة والظرف والسياق والزمان الذي يحيا فيه المسلمون في كل مكان، ومن ثم تكون رسالته وفتاويه وخطابه مواكبًا ومتماشيًا ومتسقًا مع ظروف المسلمين في كل مكان.

•انتقاء بعض كنوز وروائع مجلة الأزهر عبر تاريخها، وترجمتها إلى اللغات العالمية الحية.

•حصر كل أعداد مجلة الأزهر منذ بداية صدورها –وهي موجودة وجاهزة في مجلدات سنوية بمكتبة الأزهر- إلى آخر عدد، وتحويلها إلى وسيط إلكتروني (بي دي إف PDF) ورفعها على موقع المجلة المقترح. ونسخها على أسطوانات مدمجة (CD,S)؛ لتكون متاحة لكل الباحثين في العالم… وإنها لمهمة كبيرة، بيد إنها أصبحت سهلة المنال في ظل وجود فضيلة شيخ الأزهر مستنير يستجيب لكل فكرة بانية، وفي ظل توافر أساليب التنفيذ وسهولتها..

عاش الأزهر الشريف منارة شامخة للعلم الديني الصحيح، والمنهج الوسطي، والدعوة المستنيرة، وعاشت مجلة الأزهر منارة إعلامية تجمع بين عمق النظر، ودقة الفهم، ووسطية المنهج، وجمال الأسلوب وحسن الإخراج.

وفي النهاية أؤكد للقارئ الكريم أنني علي ثقة كاملة بأن مجلة الأزهر في عهد أستاذنا الدكتور محمود زقزوق، ومدير التحرير الأديب الأستاذ محمود الفشني، ستنطلق –بإذن الله- إلى آفاق أرحب وأوسع وأشمل وأعمق، حاملة رسالة الإسلام.. رسالة الخير التي جاء بها نبينا الكريم، من الأزهر الشريف إلى كل مكان. وبالله تعالى التوفيق..
————-

* كاتب المقال عضو المكتب الفني بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد
ahmedsoliman999@hotmail.com

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 3098 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.