حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
ما إن ألمح الرئيس السيسي إلي استيائه من بعض ما تتناوله وسائل الإعلام وبعض ما تنشره الصحف ومطالبته بالتركيز علي الإنجازات ومنح الأمل للمواطن المصري، حتي التقط المنافقون والمطبلاتية الخيط فورا واتخذوا كلام الرئيس ذريعة للهجوم علي الصحافة والصحفيين!! وانضم لهم «كدابين الزفة» الآكلين علي جميع الموائد !! فانفجرت موجات الكراهية والشماتة والغل تجاه الصحافة وأهلها !! رغم أن هذا الإتجاه لم يكن هدف مقولة الرئيس أو توجهه !!
ولكن لأنهم «حافظين مش فاهمين» فقد ركبوا الموجة في لمح البصر فأصبحت الصحافة فجأة مهنة سيئة السمعة قليلة الأدب ، وساحرة شريرة قلبت حياة المدينة الفاضلة الي جحيم…!!
وكأن الصحافة هي من تركت مهمتها الأساسية في حماية الشعب ممن يسرقون قوته ، وتفرغت للطبطبة علي مصالح التجار، والحنو علي محتكري الحديد فقدمت لهم الطاقة ببلاش!! وكأن الصحافة هي من سهلت لرجال الأعمال الفاسدين الإستيلاء علي أراضي الدولة وتغافلت عنهم مقابل دفع المعلوم !!
وكأن الصحافة هي التي انتصرت للظالم علي حساب المظلوم، بل وعاقبت الضحية لتجرؤها علي الشكوي ممن ظلمها !!
لذا..والحال هكذا..فلا عاشت الصحافة التي كدرت صفو الشعب والمطبلاتية ولتخرس إلي الأبد !! سنكتب أن الحياة وردية..والدنيا حلوة والأسعار رخيصة..وسندير ظهورنا لأي غبن يقع علي أي مواطن..طالما أنه حالة فردية !! ولن نثور لإهدار آدمية مريض ألقت به مستشفي في الطريق العام لعجزه عن دفع الحساب..ولن نقيم الدنيا ونقعدها لأن قرعة أراضي وزارة الإسكان طلعت «قرعة» ومنحت قطع أراض متجاورة لثلاثة من الإخوة المحظوظين بالقرعة !! وسنكتب «مجرد صدفة» !!
وستخرس الصحافة وتلتزم الصمت إذا مات عشرة مواطنين أو أكثر نتيجة إلإهمال الطبي في مستشفي عام ، أو نتيجة تعذيبهم في أقسام الشرطة ، أو سحلهم علي أيدي البلطجية ، وسنراها مجرد إدعاءات ممن يرفضون الإعتراف بإنجازات الدولة ويسعون لتشويه صورتنا في الخارج !! الصحافة ستكتم أنفاسها وتغطي عيونها بعصابة سوداء..ولن تنشر حرفا عن فساد مسئول مرتش تسبب في خراب البلد ، وسنكتب أنها حالة فردية والدنيا زي الفل ! وسنصمت عندما تشفط أثيوبيا مياه النيل ويشرب المصريون ماء المجاري..وسنكتب « وماله» !! بل سنعدد مزايا وفوائد مياه المجاري علي الصحة العامة !!
لاعاشت الصحافة التي تزعج الشعب..والتي تعري سوءاته..وتفضح أصحاب الدعاوي المشبوهة في ثياب الواعظين..وتبا للصحافة ومن يمتهنونها إذا أقضت مضاجع المسئولين في خلوات عبادتهم فقطعت عنهم المدد والإلهام..ولتذهب الصحافة الي الجحيم.. إن لم تعيد ، وتزيد ، وتكرر إنجازات الحكومة وإبداعات مجلس النواب..وجهود وزارة التموين..ومزايا وزراء التعليم والصحة والزراعة..الذين حولوا حياة المصريين لنعيم ورفاهية…وسنؤكد في صحافتكم الحرة أن المصريين شعب نكدي صعب الإرضاء يرفض النعمة ، ويكفر بجمايل الحكومة عليه…وسنكتب في الصحافة..أن كل شيء تمام مثلما أكد لنا جميع المواطنين…..الشرفاء.
———
daliagamal2020@yahoo.com
