حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
—
معلومة صادمة كشف عنها أمين صندوق نقابة الأطباء، الدكتور محمد عبدالحميد، الذي اكد أن هناك 6 آلاف طبيب مصري قدموا استقالتهم خلال 3 سنوات فقط! وهناك ١٠٠ ألف دكتور مصري قد سافروا للعمل خارج مصر من إجمالي ٢٢٤ ألف دكتور مسجلين في مستشفيات وزارة الصحة.
وهذا الكلام يعني اننا خلال سنوات قليلة سنعود لطب العطارين، وتذكرة داوود الأنطاكي، وهنرجع نعالج ضربة الشمس بقرط المنديل علي الراس بمفتاح، كما ستعود الخالة بهانة الداية من تاني سلطانة زمانها ، لأنها ستصبح أساس عمليات التوليد وأمراض النسا بعد أن ينقرض ألدكاترة أصحاب هذا التخصص او يستقيلوا، وغالبا فإن البقية الباقية من الاطباء الاصليين خريجو كليات الطب في مصر سيكونون من أصحاب التخصصات اللي لافيها عدوي، ولا بهدلة ولا وجع قلب.
يعني بالبلدي كده هنلاقي الدكاترة إما دكاترة تجميل ونحت قوام وتنحيف وتخسيس، او دكاترة زراعة الشعر وشد الترهلات، وإعادة الشيخ إلي صباه، وهي التخصصات التي تجعل أصحابها مليونيرات بدون وجع قلب ولا حرقة دم، ومش بعيد كمان نلجأ قريبا لجيراننا المتفوقين في الطب في دول افريقيا الشقيقة بحثا عن العلاج في التخصصات التي اندثرت او كادت تندثر في مصر، لإننا لن نجد أطباء في أي مجال، خاصة بعد أن أصبحت القاعدة أن لا كرامة للطبيب في بلده !
فبعد ٧ سنوات دراسة شاقة ووجع قلب في كليات الطب، يتخرج الطبيب علشان يلاقي مرتبه ١٢٠٠ جنيه، أما بدل العدوي من الفيروسات والأوبئة والأمراض التي يتعرض لها الطبيب ليلا نهارا هو ٢١ جنيها بالتمام والكمال، ومطلوب منه يعيش ويلبس ويتجوز طيب إزاي ومنين ؟ ما اعرفش !
ويعمل في مستشفيات بلا إمكانيات، ويتعامل مع أهالي مرضي ممكن يكسروا المستشفيات ويضربوا الاطباء لو مريضهم مات!
بالذمة بعد كل هذه الاستقالات الجماعية هربا من الطب وسنينه.. وهذه الأوضاع المتردية لأحوال الأطباء بمصر.. ألم يخطر في بالك عزيزي القارئ صوت الست ام كلثوم وهي بتقول.. طب إيه اللي انت جاي تقول عليه؟ أنت عارف قبله معني الطب إيه لما تتكلم عليه!
