حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
وبينما أنا بين اليقظة والنوم، حتى بدا لى وكأننى تحولت إلى سائحة أجنبيه فى مصر المحروسة، أتجول فى ازقتها، وقد أعجبنى مصباح قديم عند بائع أنتيكات فى دكان صغير فى شارع فى حى النحاسين، أخذت المصباح لغرفتى فى الفندق وأول ما مسحت التراب اللى عليه، حتى ظهرت لى سحابة بيضاء كثيفة وخرج منها جنى عظيم قائلا: شبيك لبيك… تطلبى إيه ؟
فورا .. انطلقت والدموع فى عينى أقول: نفسى وأنا باحاول أستمتع بكوب شاى مصرى بالنعناع على قهوة الفيشاوى العتيقة، ألا يمر على متسولين، واحد يبيعلى سبحة بالإكراه، وواحد يبيعلى محفظة جلد مضروبة، أوسيدة تحمل طفلة نائمة دائما وتقولى وان دولار علشان باربى بنتى اليتيمة! ولا الجرسون يقولى كل دقيقة.. كل سنة وانتى طيبه وفى عيونه نظرة مفهومة مسبقا معناها «جيبتو بقشيش»!
ونفسى لما أسال عن الحمام، يكون الحمام آدميا، دون أن أضطر للسير وسط مئات من البشر، من زقاق لزقاق حتى أصل للحمام، لأن مقهى أثرى شهير زى الفيشاوى بدون حمام !!
ونفسى لما أقرر أزور الأهرامات العظيمة ألا أتعرض لهجوم من شباب منظرهم مرعب ، يصرون على اقتيادى عنوة لركوب الجمل أو الحصان، ولو وافقت تحت الضغط افاجأ بأن كل شخص يطلب عمولة مقابل أتعابه!! وفى النهاية يطلب منى فلوس تانى ليسمح لى بالعودة بالحصان او الجمل، وإلا سأظل تائهة فى المكان !!
هنا بدأ الضيق يبدو على مارد المصباح.. وهو يقول : طلباتك كترت … كملى، وإيه كمان ؟
ونفسى لما اجوع فى الشارع فى مصر ألاقى مكان محترم أكل فيه سندوتش سريع، بدون ما أضطر للذهاب لمطعم شهير او فندق كبير لضمان سلامة معدتى، ودون أن افاجأ بان المطعم قذر ومن يعد الطعام لم يغسل يديه منذ ايام، كما فى المطاعم المنتشرة فى منطقة الحسين !
وهنا.. صرخ العفريت قائلا: صحيح أنا جنى وعفريت ابن عفريت…تطلبى دهب أغرقك فيه، تطلبى بيت أبنيلك قصر، لكن طلباتك دى فوق الاحتمال، ومايقدر على القدرة إلا ربنا… أنا داخل المصباح تانى، ومش سلامو عليكم.
—————–
*مدير تحرير أخبار اليوم
