الإثنين , 29 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: نكذب أعيننا..ونحسن النوايا !

= 1766

Dalia Gamal


لم تستوقفنى سيرة ذاتية لزعيم بقد ما استوقفتنى شخصية الزعيم الراحل أنور السادات بكل مافيها من عظمة وشموخ ووطنية إبن مصر وابن المؤسسة العسكرية العظيمة..الذى جمع بين دهاء السياسى وحنكة القناص وعقيدة المقاتل وقلب الفلاح .

فالسادات برغم ما امتلكه من دهاء وحنكة سياسية وشخصية تملك مفردات القوه والعقل والإتزان إلا أنه كان مستمعا جيدا لمعاونيه شديد الإحترام لآرائهم، حتى أنه عزل وزير الدفاع قبل حرب اكتوبر. لا لشئ إلا أن الوزير استأثر بمعلومة الإعداد للحرب ، وهو ما أغضب الرئيس الذى اعتبر أن قرار الحرب هو قرار مصيري ، يجب أن يتشارك فيه مع أبناء وطنه ، مانحا إياهم الثقة والمسؤلية، لقناعته أنه ليس وحده صاحب الرؤيه وصاحب الضمير !
ولإيمانه بأن مصر مليئة بأبنائها المخلصين من ذوي الخبرات الفنية والقانونية.

بل إن السادات بكل عبقريته وخبراته لم ينفرد وحده بمفاوضات كامب ديفيد ولم يفاجئ الشعب بها !! تاركا للقانونيين والسياسين البحث والتمحيص للوصول لأفضل النتائج ، ثم وقعها أمام العالم بنفسه !

ورغم إجماع كل الدول العربية على رفض معاهدة السلام مع إسرائيل والتلويح بالمقاطعة وقطع المساعدات نهائيا عن مصر المنهكة بفعل الحروب ، عقابا له ولمصر !!

إلا أن ابن المؤسسة العسكرية منحازا لمصالح وطنه قد تحمل الطريق الصعب الذى استرد به كل شبر في أرض مصر بهذه المعاهدة..رغم انها أفقدته أموال الخليج وأبواق التهليل والزعامة الحنجورية العربية !! بل وألحقت به اتهامات بالخيانة والعمالة والعداء والتشكيك وهو أبعد وأنزه ما يكون عن هذه التهم !!

تذكرت هذه المواقف فى اللحظة الراهنة وقد شغل بالى كثيرا إيثار السادات لذاته وتمسكه باختياراته ومواقفه التي تعلي مصلحة الوطن .. برغم معاداة العرب له !!

ولم أجد إجابه إلا أنها قوة العقيدة الوطنية ووازع الضمير، ولأنه واحد من أبناء جيش مصر العظيم مصنع الرجال على مر العصور والأزمنة…

تذكرت ذلك ومصر تمر اليوم بمواقف مشابهة كثر فيها اللغط والحديث ، هل فرطنا فى أرضنا ومصلحة الوطن مقابل حفنة من أموال الخليج !! وهل جاعت الحرة فاضطرت لأن تأكل بثدييها !!
أم أن فيما حدث مصلحة عليا للبلاد لم ندرك بواطن امورها بعد ؟

حقيقة لم أملك سوى افتراض حسن النية ..لا لشئ إلا ﻷن لدينا رئيس من نفس مدرسة الزعيم الراحل أنور السادات..وقلبى كمصرية يؤكد لى أن رئيس مصر لن يفرط أبدا فى حبة رمل من ترابها …فلم يفعلها أبدا أيا ممن سبقوه فكيف يفعلها هو !!

كما أن لمصر اليوم رئيس وطنى لن يرضى أبدا أن يكون حكم التاريخ عليه أقل إنصافا له من سابقيه اللذين أقسموا على الحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه..

وهنا هدأ عقلى وارتاح قلبى ..وأيقنت أننا لانملك إلا ..أن نكرم رئيس مصر بحسن النوايا .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6930 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.