حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
عندما وقف الرئيس الراحل أنور السادات أمام مجلس الشعب يقول أن غسيل مواطن نقط ميه على غسيل مواطن تانى ويظهر إن الميه كانت"مش.. ولابد" !!! كانت النتيجه حاله من الهياج والهرج والمرج سادت البلاد وأسفرت عن خسائر فادحه طالت أمن واستقرار الدوله…
لكن كلمة السادات كانت أشبه بكلمة سر لا يعيها ولا يفك شفرتها إلا كل ذى عقل رشيد!!
فكل ما يصل الى درجة "مش ولابد" هو أمر ينذر بالخطر القريب غير محمود العاقبه !!
ولو ترجمنا إشارته فى كلمة "مش ولابد" لواقعنا الحالى ،ﻷصبح لزاما علينا أن نقلق بشده و نستشعر الخطر.. كلما تصاعدت الى أنوفنا "ريحه مش ولابد " او وجدنا موقف" مش ولابد "فى كل مناحى حياتنا..
فعندما يكون لزاما علينا تدويل حقنا العادل والتاريخى فى سد النهضه ..فلا نفعل !! وعندما تتوقف جهات التمويل الدوليه عن تقديم تمويلها للسد بمجرد اعتراض مصر …فتأتى الموافقه المصريه لأثيوبيا باستكمال السد !! ونجد أنفسنا فى النهايه نحن أصحاب الحق مطالبين بقبول شرب مياه الصرف الصحى المعاد تنقيتها .بينما ينعم غيرنا بالماء النقى ، ونصمت نحن بينما يعلو صوت غيرنا….يبقى فى ريحه" مش ولابد "!!
وعندما نعيد وزير سياحه لمنصب وزير للمره التالته بعد أن فشل فى مهمته فى وزارتين متتاليتين!! ليفشل مجددا فى تقديم أى جديد للسياحه..ويستمر نزيف هذا القطاع واغلاق شركاته ومنشآته وتسريح العاملين فيه،فى وقت نجحت فيه دول غيرنا فى جذب السائحين وهى لا تملك ربع ما نملكه من مقومات سياحيه …يبقى فى ريحه مش ولابد!!
وعندما تثبت بالدلائل والمستندات فساد الشركة التى استولت على أموال الحكومه ونصبت عليها فى كروت البنزين، كما استولت على أموال الضرائب دون أن يحاسبها أحد !!
وتتم مكافأتها على الفساد بإسناد المزيد من مشروعات الكروت الذكيه، التى تضم كل تفاصيل البيانات والمعلومات الهامه عن كل قطاعات ومواطنى الدوله ومفاصلها ، من كروت للتموين وأخرى للمزارعين وثالثه للقضاه …يبقى فى ريحه..مش ولابد !!
وعندما تجد من يدافع عن بلطجة بعض أمناء الشرطه اللذين لا عمل لهم سوى الإسترزاق من هم المواطن الغلبان ، ورمى بلاهم وجتتهم عليه،ثم يعود ليصب هجومه ولعناته على الأطباء الذين لم يتوقف عطاءهم يوما ﻷنهم يطالبون بأقل حقوقهم فى ممارسة مهنتهم الساميه بأمان …يبقى فى ريحه ..مش ولابد !!
وعندما تمتلئ السجون بأمهات غارمات أردن ستر بناتهن بأقل القليل فتراكمت عليهن الديون فكان مصيرهن السجن !! بينما من قاموا بالغش فى بناء المبنى الجديد للمعهد القومى للأورام وجعلوه عرضة للانهيار فوق رؤوس مرضى الأورام البؤساء فور استلامه ، لازالوا طلقاء لم يحاسبهم أحد ولم يعاقبهم أحد !! يبقى لازم تعرف أن فى ريحه مش ولابد!!
والحدق يفهم إشارة الرئيس السادات..لمن يريد أن يفهم ويعى …كيف ستكون نهايات كل الأشياء التى تبدأ بروائح ..مش ولابد!
