السبت , 4 مايو 2024

داليا جمال تكتب: حد يطمنا على المرحوم!

= 4151


أيييه دنيا وما دايم إلا وجه الله…والمرحوم مات من أيه؟ بيقولوا كان عايم وغرق..واللى يقول جتله جلطه, واللى يقول خد دوا غلط إتسخط وبقى يصغر..يصغر لحد ما فى يوم كش ماعرفش يرجع لأصله تانى!

كان زمان أبهه كده وملو هدومه ..يدخل أى حته نافش ريشه ومالى مركزه وأجدع شنب يتهز أدامه…لكن الدنيا يا ولداه ما بتسيبش حد على حاله, وبعد ما كان اسمه "سند" بقى "لحلوح" وبعدين "ملطوش" وانتهى "بأهيف"!!

طيب وتقارير النيابة والتحريات ما قالتش حاجة وما عرفتش سر موت المرحوم لحد دلوقتى؟ بيقولوا آل أيه جاله واحد خواجه كده لابس أخضر فى أخضر مش من البلد إسمه "دولار", متكبر كده وشايف نفسه ولا هامه حد ! وأغلب الناس تسمع عنه بس قليلين اللى قابلوه شخصيا, بس اللى يعرفوه بيقولوا أنه ما يدخلش أى بلد ويتحكم فيها إلا لما يجيب عاليها واطيها, وبعيد عنك تمسكهم الامراض ويجيهم الفكر, ويحرقهم الغلا والكوا..

وأول ما صاحبنا الملطوش إتأزم شوية وضعف وصحته بقت بعافية, الأخضر إستقوى وساق فيها وزود العيار وأدام العالم كله بهدل المرحوم آخر بهدله, قل قيمته وهزل مقامه, والغلبان بتاعنا ما استحملش البهدله دي, نام ما قامش!!

طيب واحنا..؟

إحنا بقى لينا ربنا..لاحد طلع يفهمنا إيه اللى بيحصل ولا يقول لنا أصل الحكاية, وسابونا نضرب أخماس فى أسداس لا مسئول يكلمنا ولا وزير يفهمنا، واحنا وبختنا, اللى يقول أصل السياحة مضروبة والاقتصاد متعثر, وعجلة الإنتاج لسه ما دارتش!! وناس تقول الحكومة طبعت بنكنوت من غير غطا!! والأغلبية بتأكد أن الجماعة اللى ما تتسماش الإرهابية بيشتروا الدولار ويخبوه فى النملية!! علشان نفضل عايشين فى أزمات بعد "ألأهيف "ما مات.

وكلها يومين ونلاقى الأسعار بتولع والتجار يتحولوا لمصاصين دماء, واللى النهارده بقرش بكره يبقى بعشره, العربيات هتغلى والأكل هيشح, ومش بعيد المدرسين يغلوا الدروس الخصوصية, والمستوردين هيخزنوا البضايع اللى عندهم علشان يبيعوها بالسعر الجديد, وقد ذهب البعض لنشر إشاعات بتوقع رفع سعرالدولار ليصل الواحد منه الى 10 جنيهات, وربما 15 جنيه !!

مع توقعات أخرى بأن صورة المواطن المصرى فى وسائل الاعلام العالمية ستتغير. ليصبح المصرى هو ذلك الذى يضع يديه فوق رأسه بعيون مفتوحة, مرعوبا خوفا من موجة الغلاء القادمة!!

ولأن الحكومة تنظر الينا دائما كمفعول به لا ينبغى أن توليه إهتماما بالشرح والتفسير, فقد آثرت أن تتركنا للحيرة والقلق على مستقبلنا, وتركت المستثمرين نهبا للإرتباك والمخاوف على فلوسهم, وتركت الدنيا تضرب تقلب! ولهذا ..فإذا كانت الزيادة الكبيرة فى سعر الدولار قد أعلنت وفاة الجنيه المصرى فمن الواجب على عائلته وهى الحكومة أن تقيم عزاء يليق بالمرحوم, مع نشر نعى بصفحة الوفيات بالصحف تعلن فيه أسباب الوفاة, وأسماء أقارب المرحوم وضحاياه. تحت عنوان " إطمئنوا المرحوم مات بهبوط فى الدورة السعرية".

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11425 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.